أش واقع تيفي / الجديدة
اهتز الرأي العام المحلي وطلبة جامعة شعيب الدكالي بالجديدة على وقع فضيحة أخلاقية وأمنية مدوية داخل حرم كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بعدما كشفت شهادات عينية عن تحول فضاءات الكلية إلى ما يشبه “سوقاً مفتوحاً لي جا يدخا ” لتعاطي المخدرات والإخلال العلني بالحياء، في غياب تام ومثير للريبة للمسؤولين الإداريين.
تؤكد المعطيات التي توصلت بها جريدة أش واقع تيفي أن صدمة حقيقية عاشها زائر للكلية اليوم، حيث تفاجأ بمشاهد لا تليق بصرح تعليمي، حيث كان الطلبة يعلنون تدخين “الجوانات” في وضح النهار وأمام الملأ، بالإضافة إلى مشاهد “العناق والقبلات” المخلة بالآداب العامة، بينما كان البعض الآخر منهمكاً في لعب “الكارطة” (أوراق اللعب، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول دور الإدارة والأمن الخاص في حماية حرمة المؤسسة.
عند استفسار الحارس الخاص (البواب) عن هذا التسيب، كانت إجابته صادمة وتكشف حجم الأزمة الإدارية، حيث أشار إلى أن الأمر يخص الإدارة وليس الأمن الخاص، مبرراً عجزه بأن أي محاولة للتدخل لردع الطلبة تقابل بـ “السب والشتم” بسبب كبر سنه، في اعتراف ضمني بانهيار سلطة الأمن داخل الكلية أمام تسلط الطلبة المارقين.
الأكثر خطورة جاء على لسان إحدى المستخدمات المكلفات بالنظافة “مولات الميناج”، التي كشفت أن حجم الفوضى يتجاوز التدخين العلني، حيث أكدت أن عمليات التنظيف اليومية تكشف عن بقايا قارورات الكحول الفارغة “الخاوي ديال الشراب” في فضاءات الكلية، وأضافت أن المأساة الحقيقية تكمن في أن “الشمكارة” الذين لا علاقة لهم بالدراسة الجامعية يدخلون الكلية بشكل عادي لمرافقة الصديقات، مما حول الكلية إلى نقطة التقاء للمنحرفين بدلاً من كونها مركزاً للعلم والمعرفة.
يُفترض بالتعليم العالي أن يكون مصنعاً للعقول ومنارة للقيم، لكن عندما يكون الواقع على هذا النحو، فإن هذا التحول المدمر يثير التساؤل حول كيفية بناء أجيال المستقبل، فكيف يمكن أن تزدهر العملية التعليمية عندما يكون المشهد اليومي هو المخدرات والفساد الأخلاقي تحت سقف واحد؟ إن التعليم في هذه الحالة يتحول من قيمة عليا إلى مجرد مبنى فارغ تضيع فيه الأخلاق قبل الدروس.
إن هذه المشاهد لم تكن لتحدث بهذا الشكل الفاضح والمكشوف لو أن هناك “حسيباً ورقيباً” حاضراً، السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: أين هو عميد الكلية وطاقمه الإداري من كل هذا التسيب المريع؟ إن غياب من يسير هذه المؤسسة أو تغاضيه عن هذا الوضع، يشرّع الباب واسعاً أمام الفوضى ويُرسل رسالة واضحة للجميع بأن حرمة الكلية قد انتُهكت دون عقاب أو مساءلة، هذا الغياب يعتبر تفريطاً في المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه مستقبل الطلبة.
إن المسؤولية عن هذا التدهور لا تقع على عاتق الحارس أو “مولات الميناج”، بل تقع كاملة على الإدارة العليا للكلية التي يبدو أنها فقدت السيطرة أو اختارت التغاضي المشبوه عن فوضى أصبحت تهدد سمعة الجامعة ككل. فهل ننتظر كارثة أكبر أو انهياراً أخلاقياً تاماً حتى تتحرك الجهات المسؤولة لفرض القانون داخل أسوار الكلية؟
انطلاقاً من مبدأ المسؤولية الإعلامية، فإن جريدة أش واقع تيفي تطالب العميد بالتدخل العاجل وإصدار توضيح رسمي وفوري بخصوص هذا التسيب المخيف والخطوات الملموسة التي سيتخذها لإنهاء هذه المهزلة وإعادة الانضباط والحياء إلى حرم الكلية، ونؤكد أننا رهن الإشارة لتقديم كل المعلومات والشهادات التي تثبت هذا الخرق، خدمة للصالح العام ولحماية مستقبل التعليم بالجديدة.






تعليقات
0