أش واقع تيفي / الجديدة
تتفاقم أزمة انتشار المتشردين والمختلين عقلياً في شوارع الجديدة، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها ليلة أمس، حيث تم إلغاء حملة مرتقبة لجمع المتشردين كان من المفترض أن يترأسها قائد الملحقة الإدارية الرابعة بمدينة الجديدة هذا الإلغاء جاء في سياق يثير العديد من التساؤلات حول جدية التعامل مع هذا الملف الإنساني.
وكانت المدينة تترقب هذه الحملة بعد ضغط شعبي وإعلامي كبير، لكن فور خروج القائد لمباشرة الإجراءات رفقة أعوان السلطة وجد المراسلين الإعلاميين والصحفيين ينتظرون لتغطية الحدث، هذا الوجود الإعلامي أحدث منعطفاً مفاجئاً في مسار الحملة.
التصرف الصادم جاء من المسؤول نفسه، حيث أصدر تعليمات مباشرة للصحافة بعدم التصوير، وقام بإلغاء الحملة بالكامل على الفور هذا القرار أثار استغراباً واسعاً، كونه يضع قيوداً غير مبررة على عمل الإعلام الذي كان يهدف لتوثيق استجابة السلطات لهموم المواطنين.
بعد قراره بإلغاء الإجراءات ومنع التصوير، اكتفى القائد بـ ركوب سيارته التابعة للدولة برفقة رجل واحد من القوات المساعدة وقام بـ جولة في بعض الشوارع لوحده، دون تحريك ساكن لجمع أي متشرد، حيث شوهد المتشردون وهم يجولون الشوارع بوضوح أثناء جولته دون أن يحرك ساكناً تجاههم، رغم أن المشكل كان ظاهراً للعيان.
هذا السلوك يؤكد أن القائد لم يكن ينوي القيام بحملة جادة ومسؤولة تستجيب لحجم الأزمة، بل كان يخطط لـ “جولة روتينية”، وجود الصحافة كشف عدم جدية التحرك فكان رده هو إلغاء الحملة والانسحاب، منهياً الجولة بشكل سريع و متجهاً إلى منزله.
إن هذا التصرف يحمل دلالات خطيرة، فهو ليس مجرد تراجع عن عمل إداري، بل هو عرقلة لعمل الصحافة التي هي عين المواطن ويثبت عدم وجود إرادة حقيقية لمعالجة الأزمة، ويتجاوز الأمر مجرد “جمع” المتشردين، ليطرح السؤال الأهم: ما هو مصيرهم بعد الإيداع؟ خاصة وأن عدداً كبيراً منهم يحتاجون إلى متابعة طبية وعلاج نفسي في مستشفى الأمراض العقلية، هذا الملف يفتح علامات استفهام كبرى حول الاستدامة، إذ لا يكمن الحل في جمعهم اليوم ثم إطلاق سراحهم فرادى أو جماعات بعد أيام، ليعودوا مجدداً إلى الشوارع وهو سيناريو بات يتكرر في كل مناسبة، مما يرسخ سياسة “التجميل المؤقت” بدلاً من الرعاية والحلول الجذرية.
في الوقت الذي تحولت فيه الجديدة إلى “مكب بشري” للمدن الكبرى، يحتاج الإقليم إلى مسؤولين يواجهون المشاكل بشفافية وجدية، لا إلى من يهرب من كاميرات الإعلام ويغلق الباب على نفسه، لقد خسر المواطن ثقته في إمكانية إيجاد حلول لهذه الأزمة الإنسانية بعد هذا التصرف غير المسؤول، الذي يرسخ سياسة “التجميل المؤقت” واللامبالاة بكرامة الفئات الهشة.
رسالة إلى قائد الملحقة الإدارية الرابعة: إذا كان الإعلام يزعجكم، فلتتذكروا أننا لسنا عبئاً بل مرآة الحقيقة التي يخشاها الفاشلون، نحن كمنبر إعلامي لسنا هنا لإضفاء “التلميع” على جولاتكم الباهتة، بل لمراقبة ما إذا كانت جهودكم المزعومة تستحق أن تُنقل للمواطن، وجودنا ليس للتسلية، بل هو جزء أصيل من مسار التنمية الذي لا يمكن اختزاله في جولة قصيرة تنتهي بالعودة إلى المنزل، نؤكد وبكل وضوح أن التنسيق مع الصحافة ليس “تفضلاً” منكم بل واجب عليكم وقانوني لخدمة المصلحة العامة وأي محاولة لعرقلتنا أو مطالبتنا بـ “عدم التصوير” هي تضييق على الشفافية وإثبات لعدم ثقتكم في الإجراءات التي تقومون بها.
شاهد هذا الفيديو 👇👇👇






تعليقات
0