أش واقع تيفي / هشام شوراق
لم تتأخر العناية الملكية السامية عن احتضان رعاياها بمدينة آسفي المكلومة، حيث جاءت التعليمات الصارمة والواضحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمثابة “طوق نجاة” حقيقي، لتكسر جمود المشهد وتضع الحكومة أمام مسؤولياتها التاريخية في مواجهة آثار الفيضانات المدمرة التي ضربت الإقليم، وبناءً على هذه الإرادة الملكية التي تضع كرامة المواطن فوق كل اعتبار، أعلنت رئاسة الحكومة عن إطلاق برنامج شمولي لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، في خطوة تروم تضميد جراح الساكنة التي واجهت ليلة الأحد السوداء بكل شجاعة وصبر، معلنة بذلك نهاية زمن “الانتظار” وبداية زمن “التنفيذ الفعلي” لجبر الضرر وإعادة الحياة لمدينة الخزف.
وتجسدت هذه الاستجابة الحكومية الفورية في حزمة من التدابير العملية ذات الصبغة الاستعجالية، والتي لا تقبل التأجيل أو المماطلة، حيث يرتكز البرنامج على تقديم دعم مالي مباشر وفوري للأسر التي فقدت ممتلكاتها تحت أنقاض السيول، والتكفل الكامل بأشغال ترميم المنازل التي لحقها الخراب، ولم يتوقف الأمر عند حدود السكن، بل امتد ليشمل الشريان الاقتصادي للمدينة من خلال إعادة بناء وترميم المحلات التجارية المتضررة وتوفير المواكبة اللازمة لأصحابها، في مقاربة تضامنية تعكس حرص المؤسسة الملكية على استعادة الأمن المادي والنفسي لضحايا الكارثة، وضمان عودة النشاط التجاري لحيويته المعهودة في أقرب الآجال.
وعلى المستوى الميداني، دخلت مختلف الأجهزة التنفيذية والسلطات المحلية في حالة استنفار قصوى لتعبئة كافة الوسائل البشرية واللوجستية الضرورية، تنفيذاً للمخطط الحكومي الذي يهدف إلى إعادة تأهيل البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية التي تعرضت لدمار غير مسبوق، إن هذا الاستنفار لا يقتصر على الترميم السطحي، بل يمتد إلى تعزيز الصمود الجماعي والوقاية من المخاطر المستقبلية، لضمان عدم تكرار مأساة “آسفي الغريقة”، إن إطلاق هذا البرنامج في هذا التوقيت الحساس يبعث برسالة قوية مفادها أن الدولة، بتوجيهات من قائدها، حاضرة بقوة في الميدان للإنصات لانشغالات المواطنين وترجمة وعودها إلى حقائق ملموسة تنهي معاناة الساكنة المكلومة.






تعليقات
0