عرّاب الإخوان وفزّاعتهم .. هل تتم تهيئة بنكيران للعودة انتخابياًّ ؟
اش واقع تيفي / أسامة بوكرين
كلّما استشفّ ملاحظون، ان واقعة ما أو موقفا ما أو وضعية ما، ستمسّ القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، إلا ولجأ “البيجيدي” الى عبد الاله بنكيران، الذي يلعب دور “الفزّاعة” التي تخيف الخصوم وتهدئّ الاوضاع .
في أحداث واقعة استئناف العلاقات مع إسرائيل، التي رأى متتبعّون ان من شأنها ان تنهي مساراًّ ايديولوجياًّ كاملا لحزب العدالة والتنمية بدأ قبل التأسيس مع الشبيبة الاسلامية، عادت قيادة الحزب الحاكم للجوء لـ”عرّابه الخطابي” عبد الاله بنكيران الذي أرجع الأمور الى نصابها داخل التنظيم .
خرجة بنكيران الاخيرة، التي وجّه من خلالها رسالة لقواعد حزبه مفادها أن “لا ايديولجيّة مع مصالح الدولة العليا” كانت لتستقبل بنوع من السخرية أو السخط لو جاءت من قياديّ أخر داخل الحزب، لكن مع بنكيران، يصبح كل شيء إنجاز، أو على الاقل كل شيء مجاز .
بنكيران .. “دوليبران الإخوان”
حينما يتحدّث الجميع داخل حزب العدالة والتنمية، يكثر النقاش وقد يحتدّ أحيانا، لكن المسكّن الأوفر لمثل هذه النقاشات التي قد تبلغ حدّ التصدّع هو بنكيران، الأمين العام السابق تنظيمياًّ، الذي لا زال يلعب دوره بآعتباره شيخاًّ يجيد تطويع المريدين داخل قبّة البيجيدي .
ظلّ عبد الاله بنكيران، منذ ابعاده عن تسيير الحزب، بعد فشله في تشكيل حكومة أكتبور 2016، يبارح مكانه بين متحدّث غاضب أحيانا عن الوضع الداخلي لـ”إخوان المغرب” ومتتصّ دائم لسخط القواعد كلّما دعت الضرورة، وكلّما تعلّق الامر بردّة عن قواعد ومبادئ الحزب .
“عندما يستشيط البيجيديون غضباًّ من سعد، يمدحه عبد الاله وهكذا تنتهي الحياة” هكذا عبّر مدوّن عن حالة “التّخاوي” بين قيادة حزب العدالة والتنمية الظاهرة في العلن والأخرى المستخفية في لايفات الفايسبوك والتحكم في زمام أمور التنظيمات الأكثر حيوية كالشبيبة والخلايا الاعلامية .
هل يعود بنكيران من بوابة الانتخابات ؟
وعن عودة بنكيران في الانتخابات القادمة، وجهاًّ اعلاميا وانتخابياًّ يقود البيجيدي الى برّ أمان النتائج الايجابية، يقول مصدر مطلّع ان “امكانية عودة بنكيران الى الحزب من بوابة استغلاله انتخابياًّ واردة جداًّ لكنها تطرح اكثر من تساؤل عن جديّة الحزب في حال وقع هذا” .
ويضيف المصدر متسائلاًّ “هل يأتي بنكيران الى الحزب أم ان الحزب هو من عليه التوجّه اليه ؟” وهذا ما يطرح حسن متتبعين، اشكالية كبيرة متعلّقة بالقيمة التي من الممكن ان يقدّمها الرجل للحكومة في حالة عودته وحزبه بعد ولايتين كاملتين من التسيير .
التعليقات مغلقة.