وباء صامت ..الاعتداء الجنسي على الاطفال
أحلام بوزيد : صحفية متدربة
تعتبر الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق، ويكفل القانون كيانها، ويصونها ويحميها من الانحراف، هذا ما نص عليه دستور المملكة والترسانة القانونية التي تحمي الاسرة المغربية .
فالمحافظة على الكيان الأسري أمر مهم، لأن منبع كل فرد أسرته، وهي مدرسته الأولى، فمن المهم أن تكون البيئة الأسرية بيئة صحية مستقرة وصالحة لبناء أفراد واعين مبدعين، تنهج نهج التحاور والتفاهم، وتبتعد عن مظاهر العنف الأسري، الذي يؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة تهدد كيان الأسرة.
وفي هذا السياق ازداد الحديث مؤخرا عن العنف الاسري على ضوء تبعات جائحة كورونا التي فرضت الكثير من القيود على عملنا وحركتنا وحياتنا اليومية، وهذا ما تسبب في توترات وضغوط نفسية متزايدة تؤدي إلى مزيد من العنف الأسري وخاصة ضد النساء والأطفال.
للعنف المنزلي أو العنف الأسري عدة أشكال لا تقتصر على الاعتداء الجسدي أو اللفظي بل تشمل أيضا الاعتداء الجنسي والشتم والتهديد وفرض الرأي وما شابهها.فغالبية الضحايا من النساء والاطفال .
وفي هذا الصدد يمكن تعريف الاعتداء الجنسي بأنه إشراك للطفل في أنشطة جنسية لا يستطيع فهمها بعد، لا تتناسب مع سنه ونموه النفسي و الجنسي، يخضع لها مكرها بواسطة العنف أو الإغواء، كما أنها لا تحترم الطابوهات الاجتماعية.
ويستعمل الطفل في أنشطة جنسية من أجل إشباع الرغبات الجنسية لشخص (راشد أو قاصر هو الآخر) يثق به أو أي شخص آخر في موقع قوة أو سلطة أوسيطرة عليه.
وبالإضافة إلى ذلك، فهناك الواقع المرير الذي لا يمكن تصديقه، وهو أن الشخص الذي يعتدي جنسيا على الأطفال هو شخص عادي ومعتدل، فقد يكون شخصا ذا مكانة رفيعة، أو رجل أعمال، وقد يكون مدربا رياضيا، أو واعظا دينيا، أو نجما فنيا ونعني هنا أنه ليس من الضروري أن تتفق شخصية المعتدي مع هذه الصورة النمطية السلبية القائمة في أذهان الناس، بأن المعتدي شخص من سفلة الناس، عاطل، أو غير متعلم، أو متعاطي للمخدرات، أو مدمن على الخمر اذ يصعب على كثير من الناس القبول أو الاعتقاد بفكرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، إذا كان المعتدي شخصا يحبونه، ويقدرونه، أو يعجبون به، أو كان متزوجا…
إن الاعتداء على الطفل يمكن أن يحدث داخل الأسرة، فقد يرتكبه الأب، أو زوج الأم، أو الأخ، ، أو أقارب آخرون، كما يأتي من خارج الأسرة؛ من جار، أو صديق، أو شخص يعتني بالطفل.
الإحصائيات عن الاعتداء الجنسي على الأطفال أقل ما يقال عنها: إنها مروعة، قد لا يصدق البعض أن مئات الآلاف من الأطفال يتم الاعتداء عليهم جنسيا سنويا.
ان جريمة الاستغلال الجنسي ضد الطفلات والأطفال، تتخذ أشكالا وصورا مختلفة، بدءا بالتغرير والإغراء، مرورا التحرش الجنسي وبهتك العرض وبالاغتصاب المقرون بالعنف أو بدونه، وقد تنتهي بالتعذيب والقتل ودفن الجثة”، وأن “جريمة الاعتداءات الجنسية على الطفلات والأطفال تعد من الجرائم الأكثر فظاعة، وتكمن خطورتها في كونها من الجرائم المسكوت عنها لاعتبارات عدة لا تزال سائدة في مجتمعنا مع الأسف، ولم نستطيع التخلص منها، بخاصة أنها من الجرائم التي يتداخل فيها ما هو تربوي وتحسسي، وتتداخل فيها المسؤولية بين الأسرة والمدرسة والإعلام.
التعليقات مغلقة.