آش واقع من سيدي قاسم
لا يستقِيم أبداً أن نتباكى على مرحلة دون أن نشكَر رجالها، وغير بعيد عن تأوّهِناً من إقبار المحامِض وإغلاق سامير إلى جانِب دفن ماضي سيدي قاسم في صندوق أسوَد يشرِف عليه الغرباء، غير بعيد عن كل هذا لا بد من العودة الى مداخلات البرلماني الوحيد الذي لوّح بإعادة إحياء ما كان يحرّك اقتصاد سيدي قاسم.
محمد الحافظ، أو صوت اقليم سيدي قاسم في البرلمان كما يحِبّ الجميع مناداتَه، أعادَ خلال الست سنوات السابِقة، النقاش حول عدد من القضايا التي كنا نظن أن الحديث عنها “خط أحمر” أما الأن فقد أصبَح الحديث من أصلِه “خطاً أحمر”.
حينما ذهب “سيمحمد” إلى قبة البرلمان حاملاً ملف سامير لتكرير البترول، لم يكن الجميع يظن أن الرجل سيأخذ طريقاً طويلا للدفاع عن إعادة تشغيل المصفاة والدفاع الجاد عن إيجاد حلّ لهاتِه الشوكة التي قسَمت ظهر سيدي قاسم.
ترافَع الحافظ عن مصفاة البترول، وجامعة سيدي قاسم، والمجمّع الفلاحي “الأگروبول” وإعادة فتح ملعب العقيد وووو، ضارباً عرض الحائِط تحفّظ البرلمانيين السابقين الذين كانوا يعتبِرون القبّة زاوِية للنوم الهادئ وكسب رِضا السلطة، وهذا ما لم يقبَل به الرجل يوماً بكل أمانة.
من كان ليترافَع عن “سامير” لو لم يكن الحافظ القادِم من مسارٍ ناجِح في عالم المال والأعمال إلى السياسة ؟ من كانَ ليحلّ معضلة عشرات آلاف الطلبة الذين أنهكتهم مصاريف الدراسة الجامعية في مدن أخرى لو لم يكن محمد الحافظ هناك ؟ من ومن ومن ومن ؟
قرأت قبل أيام مقالاً للزميل حمادي الغاري، وهو قيدوم الصحافيين القاسميين، حيث تساءَل “بأي ذنبٍ قتِلَت ؟” فقت في قرار نفسي، بذنبِ أنها لم تنصِف أبنّاها واستولى عليها الغرباء.
وحتى حين مرّ الغاري على ذِكرِ ما قتِل في سيدي قاسم، قلت في صمت، ألَيس هذا ما ترافَع عنه الرجل طيلة مدته النيابية.. يتقرّر القول حقاً، وتنطلِق الآهات بالإنفجار، هذا هو الآلم حقاً، حين لا تنصِف المدينة ابناءَهاً حقاً.
وكي ينتهي المرء بفكرة تحيِي الأمَل، فإني أترجى بكل صِدق، أن يستمِر الحافظ في العمل، فإن كان أمس نائباً برلمانياً، فهو اليوم برلمانيٌ بثِقلٍ أكبَر، وخبرة أكثَر، وإن كان بالأمس رئيساً لجماعة صغيرة أصبَح تسيّر من طرف الأشباح فهو اليوم نائب رئيس جهة تحمِل في قلبِها عاصمة المملكة.
رسالتي ورسالتكم واضِحة، اشتغِل فذاكِرة الساكنة قصيرة، وندمَهم عن مرحلة لما تنسى كبيرة جداً.
التعليقات مغلقة.