السجن المدني سابقا “حبس السوار” يتحّول إلى شبح يهدّد حياة الجديديّين

اش واقع  – جواد المصطفى 

يعيش الحي البرتغالي التاريخي في مدينة الجديدة توتراً مستمراً بسبب الوضع المتدهور لمبنى “حبس السوار”، السجن المدني السابق الذي أغلق بقرار حكومي قبل أكثر من عقدين من الزمن. وتم نقل نزلاء هذا السجن إلى السجن المحلي بالجديدة الذي شيدته وزارة العدل في إطار برنامج “أنسنة السجون”، إلا أن “حبس السوار” بقي قائماً في مكانه، ما أثار سلسلة من الأزمات على مر السنين.

وبعد إغلاق السجن، اتخذ عدد من الموظفين التابعين لمديرية السجون مبنى “حبس السوار” سكناً لهم، وذلك في ظل نزاع مستمر بين مديرية السجون ومديرية الأملاك المخزنية التي كانت تسعى لاسترجاع العقار. ومع مرور الوقت، تحولت قضية “حبس السوار” إلى مصدر قلق كبير لسكان الحي، خاصة قاطني زقاق رقم 45، الذين باتوا يعبرون عن مخاوفهم من انهيار البناية فوق منازلهم أو رؤوس أطفالهم.

تحولت الأطلال المتبقية من المبنى المهجور إلى بناية متهالكة بجدران مهترئة وآيلة للسقوط، مما يزيد من خطر حدوث كارثة في أي لحظة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المبنى أصبح مأوى لفئة خارجة عن القانون تمارس جميع أنواع المخدرات، الأمر الذي أثار مخاوف السكان على سلامة أبنائهم وأمنهم الشخصي.

السكان لم يفضلوا صامتين إزاء هذه المخاطر، فقد تقدموا بشكاية ا لرفع الضرر عنهم والمطالبة بتدخل السلطات المعنية لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة. ويطالب السكان بإعادة تأهيل المبنى وتحويله إلى مشروع يخدم المجتمع، سواء كان مركزاً ثقافياً أو سياحياً، مما يسهم في تحسين الوضع الأمني والاقتصادي في المنطقة.

تبقى قضية “حبس السوار” مثالاً حياً على التحديات التي تواجهها المدن في الحفاظ على تراثها التاريخي مع ضمان سلامة ورفاهية سكانها. ويأمل سكان الحي البرتغالي أن تستجيب الجهات المعنية لمطالبهم وأن يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب وقوع كارثة قد تكون عواقبها وخيمة.

التعليقات مغلقة.