محمد القاسمي
الجبھة التي كانت وراء خنق حرية التعبير في المغرب، وصحح العفو الملكي السامي أخطائھا، وأفرج على أصحاب الرأي الحر من صحفيين ونشطاء، تحاول اليوم الالتفاف على لي عنق الفھم والغاية من العفو، وأنه فقط عفو عادي على ما تبقى من العقوبة في حق ھؤلاء، ولا يرقى إلى تصحيح أخطاء ارتكبھا نافذون في السلطة.
غير أن أصحاب ھذھ السـ ـلطة الذين أساؤوا إلى ثقة الملك محمد السادس، وقاموا بوضع حقائق مصطنعة لا تمت للواقع بصلة، وأشرفوا بكل السلـ ـطة التي يتحوزونھا والمال العام الذي تحت أيديھم، على اعتقال مجموعة من الصحفيين المستقلين وكذا أصحاب الرأي الحر إضافة إلى مجموعة من الشرفاء الذين استنكروا ظلم هذه الاعتقالات، فاعتقلوا وحوكموا بسنوات، وتم رميھم في زنازن باردة لسنين طوال.
وبعد العفو الملكي الكريم على الصحفيين ذوو الأقلام الحرة غير المأجورة وكذا مجموعة من الناشطين الحقوقيين، اعتبر ھؤلاء النافذين في السـ ـلطة والذين كانوا وراء تعطيل مسيرة الديـ ـموقراطية بأفعالھم الدنيئة تلك، لم يستسيغوا صدور ھذا العفو، فصمتوا لبرھة من ھول الصدمة، ولأن تصحيح المسار الذي أراده الملك ، اعتبروه نقيصة في حقھم، نظرا لتضخم الأنا الذي يتشبعون به من فائض السلـ ـطة التي يتحوزنھا، والتي ظلت بلا مراقبة أو محاسبة، مما أعطى الانطباع لھم أن العفو الكريم من الملك ھو حد ومراقبة لهذه السـ ـلطة التي يتملكونھا.
ولكون شعورھم بأنھم الانسان الأعلى أو السوبرمان، جعل عقلھم المخـ ـدر يعتقد أنھم محور القوة والسيطرة في المغرب، وأنھم الوطنيون القادرون على حماية الدولة، وھم لا يستطيعون نزع فلتة من شجرة لولا السـ ـلطة التي منحت لھم، ويمكن نزعھا منھم من قبل الملك في أية لحظة، وبدونھا لن يصبح بمقدورھم مخالفة إشارة المرور، وأن وھمھم على قدرة تغيير السـ ـياسة في المغرب سيتحطم ولن يعد بمقدورھم حتى تغيير قنوات التلفزة وھم قابعون في بيوتھم.
ولأن الديك لا يرقص طربا، ولكن ھي شطحات الألم فقط، فقد حركوا صحافة الافتراء وإسـ ـاءة السمعة من أجل الترويج أن هذا العفو الملكي ھو إجراء عادي في حق مذنبين ، فتجد مجموعة من المقالات أو الفيدوھات ھناك وھناك من مواقع معروفة في ذھنية المغاربة أنھا مأمورة ومأجورة، تقوم بنشر مغالطات وعبارات غير مترابطة تحاول ضدا على إرادة المـ ـلك أن تسوغ ما لا يساغ، وأن المحاكمات كانت عادلة، وأن ما تعرض له أصحاب الرأي ھي فقط جـ ـرائم حق عام، وھذا ينافي الواقع وكل القرائن الواقعية والموضوعية تؤكد أن سبب اعتقالھم كان من أجل تطويعھم، وخنق حرية الرأي.
التعليقات مغلقة.