أسامة بوكرين
ظلّت منصات الصحافة في جلّ ملاعب المملكة الشريفة “مرتعاً” لعدد من المتطفلين والمتسلّقين فوق سلالِم جَمعيات غير مهنية تغذّت على الريع والجهل والفراغ القانوني طيلة العقود الأخيرة إلى غاية ظهور “بطاقة الملاعب” ومبادرة الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين لتقنين القطاع الرياضي.
ولَن أخفيكم أن الأمر تغيّر كثيراً وأننا كصحافيين مهنيّين شباب عانَينا طوال سنوات التكوين والعمل من اضطرارنا للهروب من تغطية المباريات بسبب عدد من الظواهر التي تسبّب فيها الفاشلون من محبّي الفوضى الذي كانوا طيلة سنوات يتحكّمون في المشهد الرياضي ويمنحون “صكوك” ولوج الملاعب لمن يشاؤون ويمنعونه عمّن شاؤوا.
وكان يكفي بجولة بسيطة في منصة الصحافة أن يكتشف الملاحِظ أنها تجمَع المنتمين لجميع المجالات إلا الصحافيين، فكَم مرة مُنِعنا من دخول مباراة وكان في منصتها نجّارة وفراقشيّة وأشخاص لا يُعرَف لهم من الوجود المهني سوى الابتزاز والتملق للمسؤولين، وكم مرة دخلنا منصة ملعبٍ ووجَدنا بجانبنا أشخاصاً لا يجمع بينهم وبين الصحافة سوى تلك “الميكروفونات الرذيئة” التي يحمِلونها أسفل ملابِسهم.
ودعوني أقول أن الخطوة المهنية لتقنين القطاع الرياضي وفِعل تغطية المباريات، خطوة محمودة وإيجابية، نحمَد الله عليها ونشكر بعده جمعية الإعلام والناشرين ومختلف المتدخلين فيها، لأنه ببساطة، الصحافي الرياضي قبلَها لن يكون أبداً هو الصحافي الرياضي بعدها.
وربما على جوقَة المنتقدين المنتمي جلّهم لجمعيات “النجّارة” ومهندسي “الغُولَة” والفشل الدائم أن ينكمِشوا في جحورهم كي لا يلتهِمهم مسار الإصلاح ويرمي بهم في مزبلة التاريخ.