أش واقع تيفي / هشام شوراق
بات نزول المسافرين الغاضبين من تأخر القطارات إلى السكة للاحتجاج مشهدا مألوفا في مختلف محطات القطار بالمدن المغربية، وهو ما حدث هذا الصباح بمحطة الجديدة، حيث احتل المسافرون السكة، كرد فعل غاضب من تأخر القطار لأزيد من 3 ساعات، في ظل غياب أي تبرير من طرف مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية.
في عزّ شهر رمضان، حيث يُقبل المواطنون المغاربة على التنقل بكثافة، تسجّل قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية تأخيرات متكررة تُربك المسافرين وتؤثر على التزاماتهم اليومية، ووسط حالة من التذمر والسخط، يضطر الركاب إلى الانتظار لساعات في المحطات أو التوقف وسط الطريق بحجة عُطل خارج عن الإرادة، دون أي تفسير رسمي من الجهات المسؤولة عن هذه الفوضى المستمرة.
اليوم 11 مارس 2025 عاش المسافرون بين الجديدة والدار البيضاء معاناة جديدة بسبب تأخر القطار لأزيد من ثلاث ساعات دون أي إعلان مسبق أو مبرر واضح لهذه الفوضى التي أصبحت عادة يومية يواجهها المواطنون بصمت بينما يكتفي المكتب الوطني للسكك الحديدية بالصمت وكأن الأمر لا يستدعي أي توضيح أو تحمل للمسؤولية.
مع غياب قنوات تواصل رسمية تتيح للمسافرين معرفة أسباب التأخيرات أو تلقي الاعتذار يلجأ المواطنون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم علّ صوتهم يصل إلى من يهمهم الأمر حسام الذي كان متجها من الجديدة إلى الرباط بسبب عمله عبر عن غضبه قائلا “القطارات بين الجديدة والدار البيضاء الله يطلق سراحنا هذ الصباح” في إشارة إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه المسافرون يوميا.
فاطمة واحدة من بين الركاب الدائمين للقطار لم تخفِ استياءها من الوضع حيث تساءلت عن سبب تخصيص قطارات مهترئة لخط الجديدة الدار البيضاء في حين أن هذه المشاكل لا تحدث أبدا على خط الدار البيضاء الرباط وأضافت أنها ضيّعت العديد من الاجتماعات بسبب التأخيرات المتكررة رغم أنها تتوجه إلى المحطة مبكرا وتأخذ دائما احتياطها من أي تأخير لكن الأمر دائما يكون أسوأ من المتوقع.
من جانبه ياسين لم يكن غاضبا فقط من التأخير بل من تعامل مسؤولي المكتب الوطني للسكك الحديدية مع المسافرين وكأنهم يخبرونهم بشكل غير مباشر أنه لا يوجد لديهم أي بديل سوى القبول بالأمر الواقع والاعتماد على خدماتهم مهما كانت سيئة متسائلا “إلى متى سنظل رهائن لهذا الاستهتار اليومي”.
الشعور نفسه عبرت عنه ليلى على حسابها في فيسبوك حيث كتبت بعد تأخرها عن العمل بسبب القطار “والله إلى العذاب دابا ساعتين وحنا معطلين على العمل ومكاينش اللي يقولك حتى شنو المشكل ديال التأخر” كلماتها تعكس حجم الغضب الشعبي الذي يزداد يوما بعد يوم بسبب هذه الفوضى غير المبررة.
ما يثير الاستغراب أكثر هو أن المغرب مقبل على احتضان تظاهرات عالمية كبرى ولا يزال قطاع السكك الحديدية يعيش على وقع التأخيرات المتكررة والقطارات المهترئة وكأن المسؤولين لا يعون خطورة استمرار هذا الوضع خاصة أن عددا كبيرا من المسافرين يفقدون مصالحهم وحتى رحلاتهم الجوية بسبب عدم احترام مواعيد القطارات دون أن يحرك المكتب الوطني للسكك الحديدية ساكنا.
رغم الخسائر المادية والمعنوية التي يتكبدها المواطنون يوميا لا تزال الجهات المسؤولة تلتزم الصمت وتكتفي في أحسن الأحوال ببلاغ اعتذار لا يسمن ولا يغني من جوع فإلى متى سيظل المغاربة عالقين في دوامة التأخيرات اليومية وأين هي المحاسبة والشفافية في تسيير مرفق حيوي كهذا؟.
أنقر هنا لمشاهدة الفيديو 👇👇👇
https://www.facebook.com/share/v/1DJLFLpE1R/
تعليقات
0