اش واقع
في مشهد غريب ومثير للقلق، شهدت مسيرة نظمتها جماعة العدل والإحسان يوم الأحد بالرباط، تصرفًا مستهجنًا من طرف بعض المشاركين، حيث تم التهجّم علنًا وبعبارات جارحة على المستشار الملكي أندري أزولاي، وصلت إلى حد نعته بـ”الصهيوني”، في سلوك صادم ومرفوض لا يعكس بأي حال من الأحوال القيم الحقيقية للشعب المغربي.
هذا الحادث الخطير، الذي جرى في العلن وأمام عدسات الكاميرات، يثير تساؤلات كبرى حول نوايا بعض الأطراف التي تسعى إلى خلط الأوراق وضرب الرموز الوطنية، في وقتٍ تحتاج فيه البلاد إلى مزيد من الوحدة والرصانة في التعامل مع القضايا الحساسة.
أندري أزولاي، المستشار الملكي منذ سنوات طويلة، لم يكن يومًا مجرّد موظف في دواليب الدولة، بل شكل علامة فارقة في مسار الانفتاح الثقافي والديني للمغرب، وساهم في الدفع بملفات حيوية تتعلق بالحوار بين الأديان، والدبلوماسية الثقافية، والتنمية المستدامة. وهو شخصية تحظى باحترام وطني ودولي كبير، وتمثل جزءًا من الهوية المتعددة والمنفتحة للمغرب.
الإساءة إليه لا تُعتبر استهدافًا لشخصه فقط، بل تمس مؤسسة من مؤسسات الدولة المغربية المرتبطة مباشرة بجلالة الملك محمد السادس، ما يطرح علامات استفهام حول الجهة التي “تخربق في براميتر” المغاربة، وتسعى إلى زرع الفتنة وضرب أسس التعايش التي بناها المغرب بتأنٍ وتضحيات على مدى قرون.
هذا التصرف المعزول، وإن صدر عن أفراد، فهو يستدعي وقفة تأمل من مختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين، للتأكيد على أن الاختلاف لا يمكن أن يُعبّر عنه بالسب والقذف، ولا يمكن أن يكون على حساب احترام رموز الدولة ووحدة المجتمع.
تعليقات
0