السلطة لا ترى ولا تسمع حتى تسيل الدماء وتستفيق بعد فوات الأوان والشعب يدفع الثمن

أش واقع تيفي / هشام شوراق

باشرت السلطات المحلية صباح اليوم السبت 10/05/2025 حملة لجمع الكلاب الضالة من شوارع جماعة الصباح ضواحي الصخيرات بعد الحادث المأساوي الذي أودى بحياة طفل بريء يوم الأربعاء الماضي عقب تعرضه لهجوم وحشي من كلاب ضالة كانت تجوب الأحياء بكل حرية دون أن يتحرك أحد.

هذه الحملة جاءت بعد فوات الأوان بعد أن تحولت دماء الطفل إلى وقود لغضب الساكنة الذين خرجوا يحتجون ويصرخون ويطالبون بالحماية بعد أن تعبوا من التبليغ ورفع الشكايات ونشر الصور والفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا.

السؤال الذي يطرحه الجميع هو لماذا لم تتحرك السلطة عند أول إنذار لماذا لم تخرج هذه الحملة عندما بدأت الشكايات تتقاطر من الساكنة لماذا لم تكن هناك أي استجابة عندما نشرت المواقع الإلكترونية صور الكلاب وهي تتجول أمام المدارس وتهاجم الأطفال والشيوخ والنساء لماذا لم نر أي تدخل حين كان الخطر يهدد حياة الناس يوميا.

لماذا في هذا البلد لا تتحرك الدولة إلا بعد الكارثة لماذا لا تكون أرواح المواطنين أولوية عند المسؤولين لماذا يجب أن يسقط ضحايا حتى تستفيق السلطة من سباتها وتشرع في التحرك وكأن أرواح الفقراء لا تساوي شيئا وكأن دماءهم هي الثمن الوحيد لتحريك المسؤولين من كراسيهم الوثيرة.

هذا الذي وقع في جماعة الصباح ليس مجرد حادث عرضي بل جريمة إدارية موصوفة عنوانها الاستهتار والتقاعس والتجاهل الدائم لصوت الساكنة ولصرخات الأمهات والآباء الذين أصبحوا يخافون على أطفالهم أكثر مما يخافون على أنفسهم بسبب غياب الأمن والوقاية والبنية التحتية وغياب ضمير لدى من يفترض أنهم مسؤولون عن ضمان سلامة الناس.

طفل مات بين أنياب الكلاب لأن لا أحد اهتم لأن لا أحد تحمل مسؤوليته لأن لا أحد سأل نفسه ما قيمة هذا المواطن البسيط الذي لا صوت له ولا ظهر له ولا حماية له سوى صمته ومصيره المحتوم في دولة لا تسمع إلا بعد أن ترى الدم.