أش واقع تيفي / هشام شوراق
الرباط، المغرب – في قرار مفاجئ وغير متوقع بعد عام ونيف فقط على تعيينها وافق رئيس الحكومة عزيز أخنوش على مرسوم يقضي بإعفاء إيمان بلمعطي من مهامها كمديرة عامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات “أنابيك” هذا الإعفاء الذي جاء باقتراح من وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري يُعد مؤشرا قويا على عزم الحكومة تسريع وتيرة إصلاح قطاع التشغيل ومعالجة الاختلالات القائمة.
لم يكن قرار الإعفاء وليد اللحظة بل جاء بناء على تقييم دقيق لأداء الوكالة خلال الفترة الماضية فالمصادر المطلعة أكدت أن الأسباب الرئيسية وراء إعفاء بلمعطي تتجلى في تخلف الوكالة عن موعد إطلاق خارطة الطريق الطموحة وضعف حصيلتها بشكل عام إضافة إلى عدم قدرتها على تقديم مشروع عملي ملموس يترجم تطلعات الحكومة الكبرى في مجال التشغيل كما تمت معاينة تقصير واضح في معالجة النقائص الجسيمة التي سبق أن وقفت عليها مختلف التقارير الرقابية الصادرة عن المجلس الأعلى للحسابات ومفتشية وزارة المالية إنها إشارات واضحة على ضرورة التغيير الجذري لضمان فعالية الوكالة.
على إثر هذا القرار تم تكليف وفاء عصري الكاتبة العامة للوزارة بتولي مهام المديرة العامة بالنيابة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وقد باشرت مهامها فعليا منذ الجمعة الماضي في اليوم ذاته لإعفاء سلفها ومن المرتقب أن تشهد الوكالة تحت قيادة عصري نقلة نوعية نحو “السرعة القصوى” في مجال التشغيل فالمعطيات المتوفرة تشير إلى تغييرات جوهرية ستطال الفئات المستهدفة لتشمل على نطاق أوسع غير حاملي الدبلومات مع دعم كبير للمقاول الذاتي والمقاولة الصغيرة بالإضافة إلى تطوير شامل لآليات تدبير العلاقة مع المشغلين إنها رؤية جديدة تسعى لتعزيز الشمولية والفعالية في سوق الشغل.
هذا التغيير على رأس “أنابيك” بعد فترة قصيرة من تعيين المديرة السابقة يؤكد حجم التحديات التي يواجهها قطاع التشغيل في المغرب ويشدد على حرص الحكومة على تحقيق نتائج ملموسة وفعالة في ترجمة خارطة طريقها الطموحة فالمرحلة المقبلة تتطلب عملا دؤوبا ومقاربة عملية تنهي سنوات التخبط وتضع قضية التشغيل في صلب الأولويات التنموية للمملكة.
تعليقات
0