أش واقع تيفي – هشام شوراق
في خطوة تهدف إلى دعم قطاع تربية الماشية وتحسين أوضاع المربين وكذا إعادة تشكيل القطيع الوطني بشكل مستدام كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري عن تفاصيل برنامج حكومي جديد.
وأوضح البواري خلال اللقاء الصحافي الأسبوعي عقب اجتماع المجلس الحكومي اليوم الخميس أن هذا البرنامج الذي وصفه بأنه “ينضاف إلى الإجراءات الحكومية المتخذة” يرتكز على خمسة محاور أساسية تشمل هذه المحاور إعادة جدولة ديون مربي الماشية بتكلفة تتحملها ميزانية الدولة تصل إلى 700 مليون درهم ودعم الأعلاف بتخصيص ما يناهز 2.5 مليار درهم لدعم ثمن بيع الشعير والأعلاف المركبة.
كما يتضمن البرنامج إطلاق عملية ترقيم إناث الماشية بهدف الحفاظ على القطيع الوطني مع تقديم دعم مباشر للمربين بقيمة 400 درهم عن كل رأس تم ترقيمه ولم يتم ذبحه بحلول ماي 2026 بالإضافة إلى ذلك سيتم إطلاق حملة علاجية وقائية لحماية 17 مليون رأس من الأغنام والماعز بتكلفة 150 مليون درهم وتنظيم عملية تأطير تقني لتحسين السلالات عبر التلقيح الاصطناعي بتكلفة 50 مليون درهم.
وأشار الوزير إلى أن الكلفة الإجمالية لهذه التدابير ستبلغ حوالي 3 مليارات درهم بحلول نهاية سنة 2025 مع تخصيص 3.2 مليار درهم إضافية سنة 2026 للدعم المباشر للمربين الذين يحافظون على إناث الماشية.
يأتي هذا الإعلان عن دعم جديد لقطاع الماشية في ظل تساؤلات عديدة يطرحها المواطنون حول فعالية الدعم الحكومي السابق فقبل أقل من عام أعلنت الحكومة عن تخصيص ما يزيد عن 13 مليار درهم لدعم سلسلة اللحوم وتنمية القطيع الوطني إلا أن الأثر الملموس لهذا الدعم لا يزال غير واضح بالنسبة للكثيرين.
ويتساءل المواطنون عن الجهة التي استفادت من الـ 1300 مليار سنتيم التي تم تخصيصها سابقًا وأين هي النتائج على أرض الواقع خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في المجازر والتي تصل إلى حوالي 100 درهم للكيلوغرام ومع قرب حلول عيد الأضحى عبر العديد عن استيائهم من الزيادات التي طالت حتى “الدوارة” التي وصل سعرها إلى 500 درهم مما يزيد من الأعباء على الأسر كما يطرحون علامات استفهام حول آليات المراقبة لتتبع أسعار اللحوم وضمان وصول الدعم لمستحقيه.
وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية مع إعلان الدعم الجديد حيث علق أحدهم قائلاً: “أنا غادي ندير مشروع تربية المواشي 🐏🐄 المليار غير تتشاير 😁🤦♀️”.
وعبر مواطنون آخرون عن شكوكهم في وصول الدعم إلى صغار المربين حيث كتب أمين.س: “راه كيدعمو نفسهم بنفسهم حيث هما نيت الكسابة الكبار اللي عندهم 90% دالمواشي كيف الدعم الفلاحي كيدعمو نفسهم ويطيح عليهم كلشي فابور ومن بعد يصدروه للخارج ورابحين من والو أجمل بلد فالعالم”.
فيما علقت ليلى.ب قائلة: “وفي الاخير تلقاها فرقوها بيناتهم الوزراء والفلاحين الكبار ويبقى الفلاح يعاني وحده عوض يدعمو الاعلاف ويرجعوها باطل للفلاح لكي يستفيذ الجميع كديرو حاجة باش يسرقو”.
وعبر عبد القادر.ر عن تشاؤمه قائلاً: “يعياو ما يسرقو وينهبو فاخر المطاف ربي كيسلط عليهم أمراض كتمنعهم يستمتعو بملذات الدنيا وما في الدنيا يبقى في الدنيا يتفرق على الورثة والورثة يشتتوه وهكذا سنة الحياة من الالاف السنين”.
ويبقى السؤال المطروح: هل سينجح هذا البرنامج الجديد في تحقيق الأهداف المعلنة أم سيظل مصيره مماثلا للمبادرات السابقة التي لم تترجم إلى تحسن ملموس في أسعار اللحوم وأوضاع صغار مربي الماشية؟ المواطنون ينتظرون إجابات واضحة وإجراءات ملموسة على أرض الواقع.