أش واقع تيفي / الجديدة
خلافا لما اعتاد عليه المصطافون والزوار خلال السنوات الماضية، سجل شاطئ مدينة الجديدة هذا العام غيابا لافتا للأنشطة الصيفية التي كان يقدمها المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) إذ اكتفى العملاق الصناعي بوضع رايته الرسمية عند مدخل الشاطئ دون أي مساهمة تذكر في الأنشطة الترفيهية أو التوعوية التي كانت تميز مواسم الصيف السابقة.
هذا الغياب المفاجئ أثار نقاشًا واسعًا بين المتتبعين والمهتمين بالشأن المحلي بالجديدة، خاصة وأن المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) الذي يُعد الركيزة الاقتصادية الأساسية للمنطقة وأكبر تجمع صناعي في إفريقيا وأكبر منصة مندمجة لإنتاج الفوسفاط في العالم، لطالما كان من أبرز المساهمين في تنشيط الشاطئ.
هذا المركب الضخم يضم عدة وحدات صناعية ويُعتبر محورًا رئيسيًا في إنتاج الأسمدة وحمض الفوسفور مما يجعله ذا أهمية استراتيجية كبرى ليس فقط للمغرب بل للعالم أجمع، وقد اعتادت الساكنة والزوار على مساهمات OCP البارزة عبر إذاعة شاطئية وورشات تثقيفية وترفيهية للأطفال ودعم الأنشطة الفنية والرياضية، التي كانت تضفي حيوية خاصة على الموسم الصيفي وتساعد في التخفيف من آثار الغازات السامة المنبعثة من شركاته.
يطرح هذا التراجع تساؤلات متعددة فهل اختار OCP نهجًا جديدًا في تدبير موارده ضمن سياسة ترشيد النفقات أم أن هناك أسبابًا أخرى تقف وراء هذا الانسحاب غير المعلن من المشهد الصيفي بالمدينة تساؤلات تتزايد حدتها في ظل غياب أي بلاغ رسمي أو توضيح من طرف المؤسسة المعنية ما يجعل كل الفرضيات مفتوحة.
إن مدينة الجديدة التي تستضيف هذا الصرح الصناعي الضخم وهو المجمع الشريف للفوسفاط تعاني اليوم من صيف باهت يفتقر للأنشطة الرياضية والترفيهية والثقافية وحتى مع اقتراب نهاية الموسم الصيفي لا يزال هذا الغياب ملموسا فالمدينة التي تحتضن أكبر تجمع صناعي في إفريقيا يفترض أن تكون من أفضل المدن من جميع الجوانب ولكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، هل قدر هذه المدينة أن تكون مجرد منطقة لاستقبال الغازات السامة المنبعثة من الشركات وأن طرقاتها تظل مهترئة بسبب حركة الشاحنات الكبيرة اليومية المتجهة نحو ميناء الجرف الأصفر؟ إن غياب مساهمة OCP في التنشيط الصيفي يثير مخاوف جدية حول التزام الشركة بمسؤوليتها المجتمعية تجاه المدينة التي تشكل قلب عملياتها الصناعية الكبرى فالساكنة تعودت على حضور فاعل ووازن لـ OCP في مختلف المناسبات والمواسم خصوصا خلال فصل الصيف الذي يعرف توافد أعداد كبيرة من الزوار والمصطافين.
بسبب صمت المؤسسة المعنية وغياب أي بلاغ رسمي أو توضيح تظل كل التكهنات واردة بخصوص هذا التغيير المفاجئ، ينتظر سكان المدينة بفارغ الصبر أي إيضاحات قد تكشف الأسباب الحقيقية وراء هذا الغياب، خصوصًا وأنهم اعتادوا على حضور قوي ومؤثر للمكتب الشريف للفوسفاط في مختلف المناسبات والمواسم لا سيما خلال فصل الصيف الذي يشهد إقبالاً كبيرًا من الزوار والمصطافين على شاطئ الجديدة.
تعليقات
0