أش واقع تيفي / الرباط
في واقعة تثير الغضب وتفضح تناقض الشعارات مع الواقع، يجد مخرج أفلام قصيرة مغربي نفسه عاجزًا عن تمثيل بلده في مهرجان كان السينمائي العالمي بسبب فقره الشديد وإغلاق الأبواب أمامه من قبل وزارة الثقافة والجهات التي تمثلها بالمدينة التي يسكن بها، هذا الشاب الذي تلقى دعوة للمشاركة بفلمه في المهرجان المرموق الذي يُقام في فرنسا بشراكة مع الولايات المتحدة ويضم أقسامًا مخصصة للأفلام القصيرة يصطدم بمرارة الظروف المعيشية الصعبة وغياب الدعم الحكومي ليقف حائلاً بينه وبين حلمه بتمثيل المغرب على الساحة السينمائية الدولية رغم أنا المنظمين للمهرجان توفر له جميع الإحتياجات بالدولة المنظمة.
توجه المخرج الشاب إلى المسؤولين في وزارة الثقافة، طالبًا المساعدة في تغطية تكاليف التأشيرة وتذكرة الطائرة، وهي أشياء أساسية لتمثيل المغرب في هذا الحدث العالمي. لكنه وجد نفسه أمام رفض وتجاهل تام. وبصوت مفعم باليأس والألم، عبّر الشاب عن إحباطه قائلًا: “أنا ما باغي والو بغيت غير تساعدوني في الفيزا والطيارة واش الثقافة ما عندهاش دعم واش نمشي نشفر واش سيدنا الملك محمد السادس الله ينصرو ما قالش ليكم دعموا الشباب فين هي الميزانية ديال الثقافة”. هذه الكلمات الصادقة تكشف عن عمق الإحباط الذي يعيشه شباب المبدعين في المغرب، وتطرح تساؤلات جدية حول كيفية صرف الميزانيات المخصصة للثقافة وما هي أولويات الإنفاق الحكومي.
ففي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة كثيرًا عن دعم الشباب وتمكينهم، يبدو أن الواقع على الأرض يحكي قصة مختلفة تمامًا. إنها قصة يضطر فيها الشباب الموهوبون إلى التوسل أو التراجع عن أحلامهم بسبب غياب أبسط أنواع الدعم العملي، مما يهدد بتضييع فرص ثمينة لتمثيل المغرب في المحافل الدولية وتعزيز صورته الثقافية.
هذا الحادث يضع وزارة الثقافة في موقف حرج، ويستدعي منها توضيحات عاجلة حول سياستها في دعم المواهب الشابة، وحماية كرامة الفنانين والمبدعين. فالقضية ليست مجرد تذكرة طيران أو تأشيرة، بل هي قضية وطن وشباب يرى أبواب الفرص تُغلق في وجهه، رغم أنه يستحق هذه الفرص ويملك الكفاءة لذلك.
https://www.facebook.com/share/v/1E6MYykqXB/
تعليقات
0