عاشت واحة أيت بونوح بجماعة أفلا إغير – دائرة تافراوت، مساء الأحد، واحدة من أجمل لياليها، وهي تستقبل الانطلاقة الرسمية لفعاليات مهرجان أناروز في نسخته الثامنة. أجواء من البهجة والاعتزاز بالهوية الأمازيغية امتزجت بسحر الطبيعة البونوحية، لترسم لوحة افتتاحية استثنائية شدت إليها أنظار المئات من الزوار القادمين من مختلف مناطق سوس ماسة.
ساحة المهرجان تحولت إلى مسرح مفتوح للفن والتراث، حيث أبدعت مجموعة شباب تيغرمت وبنات أقا في تقديم لوحات أحواش بديعة، عكست غنى الموروث المحلي وتنوعه. الإيقاعات الأمازيغية الأصيلة صنعت حالة من التفاعل الجماعي، فيما كان للشعراء السوسيين حضور لافت، وفي مقدمتهم الحاج عابد أوطاطا وعثمان أزوليض وعلي أوماني، الذين أطربوا الجمهور بكلمات منسوجة بروح الانتماء.
ولم يقتصر الحفل على البعد الفني، بل كان أيضا لحظة للاعتراف والوفاء، من خلال تكريم خاص لابن المنطقة البار الحاج الهاشم أوداد، الذي ساهم طويلا في دعم المبادرات الثقافية والتنموية. كلمات الشكر والثناء التي رافقت هذا التكريم أعادت إلى الأذهان قيمة الرجال الذين يظلون علامات مضيئة في مسيرة المجتمعات.
في كلمته الافتتاحية، أكد مدير المهرجان عبد الواحد العسري أن اختيار واحة أيت بونوح محطة سنوية لهذا الحدث لم يكن اعتباطيا، بل هو رهان على النجاح بفضل كرم ساكنتها ووفائها، مشيدا بدور الداعمين وفي مقدمتهم المحتفى به الحاج أوداد.
الافتتاح لم يكن سوى بداية رحلة فنية وثقافية غنية تمتد إلى غاية 23 غشت، حيث يشمل البرنامج قافلة طبية، أنشطة شبابية، ورشات ومسابقات، إضافة إلى سهرات كبرى سيحييها نجوم لامعون مثل أودادن بقيادة المايسترو عبد الله الفوى، الفنان الشعبي عبد الله الداودي، أيقونة الأغنية الأمازيغية فاطمة تاشتوكت، مجموعة إمدوكال تافراوت، وخالد الوعباني.
بهذا التنوع والغنى، يثبت مهرجان أناروز أنه أضحى محطة بارزة على خريطة الثقافة والفن بسوس ماسة، وموعدا يجسد التزاوج بين الماضي الأصيل والحاضر المتجدد، بين الإبداع الفني وروح التضامن المجتمعي. وبين نبض أحواش، وأصوات الشعراء، وأنغام الطرب العصري، تواصل أيت بونوح كتابة فصول من الفرح والإبداع في ذاكرة المنطقة.
تعليقات
0