الحافلات في المستودع والتلاميذ في الطريق.. فضيحة النقل المدرسي بتارودانت تُفجر أزمة “غياب المسؤولية”

أش واقع تيفي / تارودانت، المغرب

في مشهد صادم أثار موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول نشطاء صورًا تُظهر عشرات من حافلات النقل المدرسي، التي تم اقتناؤها حديثًا وهي مركونة في مستودع تابع لمجلس إقليم تارودانت جاء هذا المشهد المقلق في وقت يعيش فيه مئات التلاميذ، خاصة في المناطق النائية بالإقليم، معاناة يومية حقيقية للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية وسط غياب تام لوسائل نقل مناسبة.

وقد عبر متابعون عن استيائهم الشديد من هذا التناقض الصارخ، حيث تساءلوا في منشوراتهم: “الوليدات ما لقاو ليهزهم والحافلات كتشمس”، في إشارة إلى أن هذه الحافلات كان يجب أن تكون في الميدان لخدمة التلاميذ، لا أن تبقى حبيسة المستودعات تحت أشعة الشمس، بينما يتكبد الأطفال مشاق التنقل محفوفين بالمخاطر.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، أكد رئيس المجلس الإقليمي، محمد العباس، أن إقليم تارودانت هو الإقليم الوحيد الذي توصل بهذه الحافلات بالفعل، مشيرًا إلى أن الأقاليم الأربعة الأخرى ما تزال في مرحلة إعداد الصفقات وأوضح العباس أن التأخير يرجع إلى استكمال الإجراءات الإدارية، مثل التأمين واستخراج لوحات الترقيم، قبل أن يتم توقيع الاتفاقيات مع الجماعات المستفيدة.

غير أن هذا التوضيح لم يفلح في امتصاص الغضب، فالساكنة تطالب بالتحرك الفوري لإخراج هذه الحافلات الخمسين إلى الخدمة، خصوصًا وأن الموسم الدراسي قد انطلق فعليًا وبقاء هذه الحافلات مركونة يُعد إهدارًا للمال العام واستخفافًا بالحق في التعليم ومن هذا المنطلق، لا تزال الدعوات مستمرة لمطالبة المجلس الإقليمي بالتحرك العاجل ووضع حد لهذه المعاناة التي تؤرق التلاميذ وأسرهم.

وفي سياق الانتقادات اللاذعة التي طالت المسؤولين، عبر عدد من النشطاء عن سخطهم من خلال تعليقات حملت طابعاً ساخراً وعنيفاً فقال سعد: “الانتخابات جايه غادي اخرجوهوم اهزو بيهوم صحاب 20 dh”، بينما أضافت عائشة: “هذو غادي اخرجوا مع اقتراب الإنتخابات لاقناعكم أن المجلس الإقليمي يشتغل وطبعاً القطيع سيصدق ويطبل”.

من جهته، طرح حسن مشكلاً جوهرياً يتجاوز توفير الحافلات، قائلاً: “الإشكال ليس في توفير هذه الحافلات فقط، بل من سيتكلف بمصاريفها من وقود وأجرة السائقين والصيانة وغيرها؟” مشيراً إلى أن “أكبر مشكل يطرح الآن هو كيف يمكن تدبير مرفق النقل المدرسي خصوصا بالعالم القروي؟”.

وفي تعليق آخر، قدم مصطفى مثالاً واقعياً من جماعة سيدي دحمان، مؤكداً أن “تلاميذ الجماعة راسلوا رئيسها على تخصيص سيارة للنقل المدرسي، وإلى حد هذه اللحظة لا جواب” وعبّرت نسرين عن يأسها وغضبها الشديدين بعبارة قاسية: “خلوهم عندكم حتى ليوم القيامة باش تحاسبوا عليهم”.