أش واقع تيفي /هشام شوراق
في خطوة تؤكد على عمق الالتزام الاجتماعي المتجذر في قلب الصحراء المغربية، أعلنت جمعية “تضامن ماراطون الرمال” عن تغيير اسمها إلى “جمعية تضامن أطفال الرمال” ورغم أن هذا التغيير جاء نتيجة طبيعية لانتهاء اتفاقية الشراكة مع المنظم الجديد للسباق الأسطوري، إلا أنه يمثل في جوهره عملية تصفية للعنوان وتكريس للهدف، مؤكداً أن العطاء رسالة لا تتوقف بانتهاء سباق.
يواصل السيد باتريك بوير، الذي قاد ماراطون الرمال لسنوات طويلة، رئاسة هذه الجمعية، مشدداً على أن الاسم الجديد “يعكس ببساطة حقيقة التزامنا” نحو الأطفال والنساء. هذا الاستمرار القيادي يعد دليلاً على أن الجمعية تحتفظ بروحها وطاقتها الإيجابية التي سجلت منذ تأسيسها حصيلة مشرفة بلغت 3915 مستفيداً من أنشطتها الملموسة في منطقتي إسفوتاليل وتاماسينت بورزازات.
تعتبر الجمعية أن رسالتها الجديدة ليست مجرد شعار، بل هي خارطة طريق تتوزع على أربعة مجالات متكاملة، تهدف إلى إحداث فرق حقيقي ومستدام في حياة الفئات المستهدفة:
- الرياضة كجسر للإدماج: لا يقتصر دور الجمعية على التشجيع الرياضي العام، بل تستخدم الرياضة كأداة قوية لـ تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الإدماج الاجتماعي، خاصة لدى الأطفال الذين يعيشون في مناطق قاسية الهدف هنا هو بناء أجيال تملك القدرة على التحدي والمثابرة، مستلهمة روح ماراطون الرمال الأسطوري.
- التمكين الاقتصادي للمرأة: يتجاوز هذا المحور مساعدة المرأة إلى بناء استقلاليتها الذاتية يتم التركيز على محو الأمية كخطوة أساسية، متبوعاً بدعم وتطوير تعاونية “بيجا”، التي تفتح آفاقاً اقتصادية للمرأة القروية، وتحررها من التبعية وتشركها في عجلة التنمية المحلية.
- التعليم الرقمي والأكاديمي: في زمن الثورة الرقمية، تلتزم الجمعية بـ تضييق الفجوة الرقمية في المناطق النائية، فإلى جانب الدعم الأكاديمي التقليدي، تعمل الجمعية على تنظيم دورات تدريبية متقدمة في الحاسوب والمهارات الرقمية، مسلحة الأطفال والشباب بالأدوات اللازمة للمنافسة في سوق العمل المستقبلي.
- التضامن والاستجابة الطارئة (إعادة الإعمار): أظهرت الجمعية حسها العالي بالمسؤولية من خلال الاستجابة السريعة للكوارث فإلى جانب مشاريع تحسين البيئة المعيشية، تضع “تضامن أطفال الرمال” في صلب أولوياتها إعادة بناء المنازل التي دمرها زلزال الحوز الأخير، محولة بذلك رسالتها التضامنية إلى عمل إغاثي وإعماري ملموس يعيد الأمل للمتضررين.
إن “جمعية تضامن أطفال الرمال” تبدأ اليوم فصلاً جديداً، ليس باسمها فقط، بل بطاقة متجددة والتزام راسخ تجاه المناطق التي تحتاج إلى كل دعم، لتصبح بذلك نموذجاً رائداً في تحويل الرياضة إلى عمل اجتماعي مستدام.
تعليقات
0