آش واقع-إكرام بختالي
حالة حصار نص مسرحي قصير نسبيا صعب القراءة لأول وهلة حيث وظف الكاتب المسرحي زكرياء أبو مارية في نصه لغة راقية عربية فصيحة إبتدائها بتعبير زجالي وإستمر مُستعملا أسلوبا نقديا للواقع مُستعرضا العديد من المشاكل الإجتماعية كالفايسبوك وصراع الجيلين والبيروقراطية .
الموت، الموت أكرم ما يعتق روح أحدهم من حبسها، من الجسد حين يغدو ثقيلا ومشروطا بقيود ما ولا يلبب أعشارا صغيرة من مجمل الطلق إلى الإنطلاق الذي يسكنها وهي تريده، من الجسد حين يَمرضُ ويصيبه العطب ولا يعود قادرا على العطاء، من إقصاء وتهميش وظلم ومن إهانة، هكذا يُلامس نورالدين بطل مسرحية حالة حصار الكاتب الحالم العاشق الممنون لعيشة العاطل عن العمل والكثير الوعود لبطلته الواقعية جدا، عبر لوحات المسرحية ينتقل بنا زكرياء أبو مارية بين عدة أماكن .. في مقهى القطار تنطلق المسرحية في حوار بين أحلام نور الدين وواقعية عيشة وفي ظلمة القطار يستمر حوارهما الغامض العميق المليء بالوعود الوردية لها مبرزا تماسكه بمبادئه بعد النزول من القطار وبعد تجاوزهما لتملص المتسوولين وإصتدام نورالدين بإجراءات إدارية تضطره للذهاب لجهة أخرى عن طريق عُبور القطار ولكن ما أن يصعد على متنه حتى يتحرك ويجد نفسه ملتصقا به ما سيؤدي إلى إصابته ويجعله يستيقظ بالمستشفى .. بعد حضور العائلة الصغيرة لنور الدين يبدأ الحديث حول لاوقعيته كأنها محاكمة لأحلامه ومبادئه وكل هذا في قالب سيريالي وفلسفي عميق حيث ما تُكمله حتى يشدك شيئا ما لإعادة قرائته.
التعليقات مغلقة.