اولاد احسين : السلطة المحلية تضع نفسها أمام اختبار رسم الحدود

آش واقع / متابعة

وضع نفسه أمام امتحان عسير، واعتقد أن كل شيء هو تحت السيطرة، تقرب من الجميع لحظة، ثم قرر الفرز بعدها، تلك كانت استراتيجية قائد قيادة اولاد احسين الجديد، المنحذر من قبائل دكالة، والعالم بقبيلة ولادبوعزيز وماتشكله من مقاربة سوسيولوجية خاصة، تستوجب ان يخرج القائد ما إستثمرت فيه الدولة طيلة سنتين، تدرب خلالها وتعلم من المعهد الملكي للإدارة الترابية، خصوصية ان تحكم المغاربة، وكيفية احتضانهم، وتسخير كل الطاقات نحو التنمية المحلية. 

لكن اول اختبار لرجل السلطة المحلية، قد يكاد ان يعصف ب”المكانة” وان يضرب “الهيبة” المتوخاة في رجل الداخلية الأول داخل نفوذه الترابي الجغرافي، خاصة ان رجل المواكبة البعدية، هو أمام مجلس جماعي يفتقد البوصلة، وبنية اغلبيته هجينة وغير متجانسة، فأضعف زلزال قد يعصف بها، خاصة بعد مغادرة الراعي الأول تجاه تدبير محاصيل “كتامة”. 

المتوخى من رجل الداخلية، هو الاستشراف المستقبلي، واستباق وقوع الأزمات، بل ووضع مختلف الاحتمالات أمامه والحلول الناجعة لها، بل مواجهة الأسباب القبلية ومعالجتها قبل وقوع العراقيل، لكن ان تكون السلطة المحلية هي السبب في خلق التحديات، وان تتحول لأداة في يد رئيس منتخب، حدد المشرع المغربي اختصاصاته القانونية بشكل واضح لا لبس فيه. فتلك هي الطامة الكبرى. 

يتضح ان رجل لفتيت في جماعة ولاداحسين، لازال يعتقد انه في إحدى دواوير اقليم طاطا، حيث المواطن يترافع من أجل الماء والدفاع عن الواحة، بينما في اولاداحسين، هنالك صراع وجودي، بين من كان يسعى لتعويضات شهرية تنضاف على أجرة التعليم، وبين من كان يترافع عن المواطن البسيط في قوته اليومي، امام جشع شركة خاصة لذبح اللحوم برعاية سلطة اقليمية ذهبت إلى سواد التاريخ، وصفت حسابها بتأجيل مواصلة الجواب على سؤال التنمية المنشودة.

هنالك قنبلة ستنفجر في الأسابيع القادمة، وستسقط رؤوسا قد أينعت، بل ومنح لها من الزمن التنموي الكثير، أهدرته عوض إستثماره، لقد ضلت فئة يتزعمها رجل التعليمٍ، لايجيدون سوى مهاجمة الآخر بأنه صديق للرئيس السابق، فأتبث كل ذلك قصر النظر وانعدام الأثر.

الا ان بداية رجل الدولة وممثلها في السعي نحو ارضاء من كانوا مجرد خطيئة من خطايا القدر، بل ومهاجمة الشباب المستثمر المثقف، لهو مؤشر يحمل في طياته الدلالات والعبر، بل هو بصريح العبارة توريط لوقار وحياد السلطة المحلية، باختلاق الأزمات تحت مسمى التوازنات السياسية، وهو التعبير الذي يؤكد الهشاشة التي عليها المجلس الجماعي، وإدخال “القائد” في معركة الحسابات الانتخابية، وجعله في الواجهة وهم يختبؤون وراء الهواتف النقالة، أرصدتها من ميزانية المواطن البوعزيزي. 

لانرغب في إثارة موضوع رخص الإصلاح والتسييج وغيرها، وعن كيفية تحولها إلى أوراش بناء، خاصة امام الصرامة القانونية والمتابعة الزجرية التي ابرزتها وزارة الداخلية تجاه رجالها، عامل عمالة تمارة صخيرات أنموذجا، لا نرغب في تسليط الضوء على الاطماع المالية تجاه كل ما اسمه تعويضات، لا نرغب في التساؤل حول فواتير وجبات الغذاء بمطعم البركة بدون بركة تذكر. 

بكل بساطة لانريد ذلك، لأننا لا نرغب ان تتلطخ أيدي السلطة المحلية، فما يقال في الكواليس، أشد وأمر، بل هي النهاية بعينها، ان لم يستيقظ القائد من سباته فأعتقد ان العودة إلى طاطا لن تتأخر.

التعليقات مغلقة.