آش واقع / من الرباط
نظمت وكالة التنمية الرقمية، أمس الخميس بالرباط، ورشة حول التحول الرقمي لقطاع التربية الوطنية والتكوين بالمغرب.
وتروم هذه الورشة المنظمة بشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، إبراز الأهمية التي تكتسيها الرقمنة والإمكانات التي توفرها في مجال التعليم العالي.
في هذا الصدد، قدم المدير العام لأكاديمية التحول الرقمي بجامعة لافال بكندا، مارتن نويل، في مداخلة له، تجربة أكاديمية كيبيك في هذا المجال، موضحا أنه على إثر هذه التجربة تمت صياغة مجموعة من المبادرات وهيكلتها من أجل توفير تكوينات قصيرة الأمد ومرنة تلائم كل شخص.
وأشار السيد نويل إلى أهمية البيداغوجيا على مستوى التكوينات عن بعد، مبرزا أن أكاديمية التحول الرقمي بجامعة لافال بكندا تولي أهمية كبرى للقضايا الإنسانية عند مساعدتها للمنظمات العمومية في كيبيك أو في مكان آخر في عملية تحولها الرقمي، من خلال تقديم دورات تكوينية مبتكرة مدعومة بمشاريع بحث تستجيب لمعايير النضوج الرقمي.
وأبرز أهمية مواصلة تنويع وابتكار نماذج بيداغوجية، من خلال تكوينات غير متزامنة ومسارات مواضيعية، وتجارب تعلم مدمجة ومنصات انترنيت سهلة الاستخدام.
من جهته، ذكر المسؤول بمديرية التعليم العالي والتنمية البيداغوجية، عبد الرحيم أوعبو، بالإطار القانوني للتعليم عن بعد، مشيرا في هذا السياق إلى المادة 33 من القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربيةوالتكوين والبحث العلمي التي تعكس آليات التطوير الرقمي في التعليم العالي.
وبعد أن أشار في هذا الصدد إلى الآلية المتعلقة بـ “تعزيز اندماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تعزيز جودة التعلم، وإنشاء مختبرات للابتكار وإنتاج الموارد الرقمية، وتطوير وتحسين التعليم عن بعد كمكمل للتعلم”، سلط السيد أوعبو الضوء على النتائج المتوخاة، لا سيما في ما يتعلق بالبنية التحتية المعززة والمنصات الرقمية المتطورة والموارد البشرية المكونة في مجال التعليم عن بعد والدورات الهجينة المعتمدة، مشيرا إلى أن التعليم عن بعد لا يمكنه تعويض التعليم الحضوري.”.
من جهتها، استعرضت نائبة مديرة المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، حنان البقالي، التوجهات الاستراتيجية للمؤسسة الرامية لضمان الجودة والملاءمة والابتكار والابداع البيداغوجي.
وسجلت السيدة البقالي في هذا الصدد أن التوجهات الرئيسية لرقمنة المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم تستهدف البعد البيداغوجي من خلال دعم المدرسين لتبني مقاربات بيداغوجية وتقنية نشيطة تركز على الكفاءات والنهج المشاريعي، والبعد القائم على الخبرة من خلال توجيه الشركاء نحو التحول الرقمي والحكامة عبر توظيف الرقمنة كرافعة لتطوير الخدمات المقدمة للطلاب والمدرسين والباحثين.
وفي ختام هذه الورشة، ذكر المدير العام للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، رئيس المركز التفاعلي الرقمي بالمغرب، محمد السعيدي، بالسياق التاريخي والتكنلوجي الذي بدأ بإطلاق الحواسيب مرورا بسماعات “آبل” و الحوسبة السحابية والبيانات الهائلة “بيغ داتا”.
وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه مع مستوى النضج الذي بلغته التكنولوجيات الرقمية، استفادت جميع القطاعات اليوم من تطور التحول الرقمي، ما مكن من تحسين أداء وكفاءة وفعالية المنظومة التربوية، لاسيما بعد تجربة كوفيد التي اضطلعت خلالها الرقمنة بدور “مهم للغاية” في ضمان الاستمرارية البيداغوجية على مستوى الجامعات والمدارس.
وقال “لقد بلغت هذه التكنلوجيات مستوى كبيرا من النضج لاسيما مع ظهور الذكاء الاصطناعي مؤخرا وروبوتات المحادثة (شات جي بي تي) التي تمثل ثورة حقيقية في التعليم”.
وأشار إلى أن “هذه الروبوتات تضطلع بدور المساعد على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع للإجابة على أسئلة الطلاب، وهي موجودة بشكل أساسي لتكميل دور المدرسين،ما من شأنه توفير حلول للمشكلات التي يعاني منها نظام التعليم على المستوى العالمي”.
ويتضمن برنامج هذه الورشة أيضا مواضيع التحول الرقمي في مجال التعليم والتكوين والاستراتيجيات الوطنية بالإضافة إلى التحول الرقمي في التعليم الوطني والتكوين المهني.
التعليقات مغلقة.