احتفال النخبة في القاعات: افتتاح حصري في مزاغان يثير سخط الإعلام والمواطنين

أش واقع تيفي / الجديدة، المغرب

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 فعاليات الدورة السادسة عشرة لأسبوع البيئة الذي تنظمه جمعية دكالة بمنتجع مازاغان السياحي بحضور عامل إقليم الجديدة وعدد من الشخصيات الدكالية المعروفة من بينهم عبد الكريم بنشرقي رئيس الجمعية وبوشعيب الرميل المدير العام السابق للأمن الوطني إلى جانب أفراد من عائلة القادري وشخصيات أخرى من عالم السياسة والاقتصاد.

ورغم أهمية هذا الحدث البيئي الذي أضحى تقليدا سنويا بالمنطقة فقد طغى على انطلاقته الأولى غياب تام للتغطية الإعلامية المحلية حيث لم تعقد ندوة صحفية كما جرت العادة في مثل هذه التظاهرات ولم توجه دعوات إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية أو الوطنية في خطوة أثارت الكثير من الاستغراب والتساؤلات وقد عبرت عدد من المنابر الإعلامية المحلية عن استيائها من هذا “التعتيم الإعلامي” الذي وصفته بأنه إقصاء غير مبرر لحدث ذي طابع محلي بامتياز يفترض أن يشرك مختلف الفاعلين بمن فيهم الإعلام لما له من دور محوري في مواكبة القضايا البيئية والتعريف بها لدى الرأي العام.

وفي هذا السياق اعتبر البعض أن تنظيم أسبوع البيئة في هذه الدورة جاء مختلفا عن سابقاتها من حيث اختيار مكان الانعقاد بعيدا عن وسط المدينة والاكتفاء بدعوة فئة محددة دون غيرها في خطوة اعتبرت من قبل بعض المهتمين نوعا من “الهروب” بفعاليات هذا الحدث من الفضاء العمومي إلى فضاءات مغلقة وهو ما يطرح علامات استفهام حول مدى استفادة ساكنة دكالة من هذا الموعد البيئي المهم.

بين بهرجة الافتتاح وبين مرارة الواقع البيئي المعاش بمدينة الجديدة انطلقت فعاليات الدورة السادسة عشرة لأسبوع البيئة المنظمة بشراكة مع جامعة شعيب الدكالي لتثير موجة واسعة من السخط والتساؤلات الحارقة لدى ساكنة المدينة حول جدوى هذه المبادرات التي لا تعدو كونها شعارات براقة، تنعقد هذه الفعاليات تحت شعار “الزراعة المستدامة مساهمة التكنولوجيا الحديثة في اقتصاد الماء والإنتاجية” عبر ندوات علمية وورشات حول السقي الذكي وعرض مشاريع فلاحية مبتكرة بمنتجع مازاغان الفاخر، هذا المشهد يتناقض بشكل صارخ مع واقع مدينة الجديدة التي تعيش خنقا بيئيا مستمرا من الانبعاثات الصناعية المتواصلة المنبعثة من الشركات الكبرى المتواجدة بالجرف الأصفر الشريك الإعلاني لهذا الأسبوع البيئي مما يطرح علامات استفهام كبرى حول التزام الشركاء البيئي الفعلي.

وقد عبرت تعليقات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضب عارم ومباشر حيث يقول سعيد “شنو غادي نستافدو من هاد أسبوع البيئة غادي تجيبو لينا خبراء يبقاو يخطبو علينا واش غادين يزرعو لينا الأشجار بي هضرتهم” فيما تتساءل خديجة بسخرية “والله تا كضحكو على عباد الله وفين دايرين الندوات في مزغان يعني غادي تكون هاد ندوات غير مع بعضياتكم” ويرد أحمد بغضب “عوض ديرو ندوات وجيبو خبراء يجيو يتبجحو علينا ديرو لينا غير جرادي فين يخرجو ولادنا وعائلاتنا يشمو شوية الهواء” ويضيف أيوب بحسرة “ما بغيناش ندوات بغينا مساحات خضراء في هاد المدينة المنكوبة را قهرنا الفوسفاط وريحة الزبالة” بينما علقت أسماء بكلمات لاذعة “باركة من نهب المال العام”.

فبعد ستة عشر دورة من هذا الأسبوع البيئي لم تشهد مدينة الجديدة أي تغيير ملموس على أرض الواقع بل تزداد بيئتها تدهورا وتفتقر لأبسط مقومات المساحات الخضراء فالمدينة التي يزينها النخيل فقط تفتقد للأشجار والأغراس على جنبات الطرقات حيث يحل التراب أو “الحمري” مكان الخضرة وحتى القليل الموجود يبدو شاحبا بفعل غياب العناية مما يؤكد أن هذه الأنشطة لا تتجاوز حدود الشعارات واللقاءات المغلقة.

ويأمل عدد من المتتبعين أن تراجع الجهة المنظمة طريقة تدبيرها لمثل هذه المناسبات مستقبلا بما يضمن إشراك الجميع وخاصة الجسم الإعلامي المحلي في تنمية الوعي البيئي خدمة للمدينة والإقليم وتعزيزا للشفافية والتواصل الإيجابي مع الرأي العام فالساكنة تتطلع إلى اهتمام بالبيئة على مدار العام لا مجرد سحابة صيف عابرة لمدة أربعة أيام تتمنى توفير مساحات خضراء حقيقية تكسر حاجز التلوث المنبعث من الشركات الصناعية كما تطمح إلى إنشاء ملاعب قرب للشباب ومستوصفات صحية وهي مطالب أساسية تتجاوز بكثير مجرد الندوات ولقاءات الخبراء التي لا تترجم إلى فعل ملموس، فهل ستستفيق الجهات المنظمة والمسؤولون من سبات الشعارات المنمقة وتستمع حقا لصوت الساكنة التي تطالب ببيئة صحية وحقوق أساسية أم سيبقى أسبوع البيئة بالجديدة مجرد مناسبة سنوية لتلميع صورة لا تعكس إلا استمرار الفجوة بين الأقوال والأفعال؟