في ظل الركود السياحي الذي يعرفه إقليم اشتوكة آيت باها، تتعالى أصوات فعاليات المجتمع المدني ومهنيي القطاع مطالبةً بتدخل عاجل للسيد عامل الإقليم، محمد سالم الصبتي، من أجل تصحيح مسار المجلس الإقليمي للسياحة، الذي أضحى في نظر العديدين مؤسسة غائبة الحضور وضعيفة الأداء، وغير قادرة على مواكبة التحولات والفرص السياحية التي يزخر بها الإقليم.
فعلى الرغم من المؤهلات الطبيعية والتراثية التي يتمتع بها الإقليم، من شواطئ خلابة كـ”سيدي واساي” و”أفتاس ماسة”، إلى مجالات بيئية فريدة مثل المنتزه الوطني لسوس ماسة، يظل الإقليم خارج خارطة السياحة الجهوية والوطنية، نتيجة غياب استراتيجية واضحة، وافتقار المجلس الإقليمي للسياحة إلى روح المبادرة، والتفاعل مع الفاعلين والمؤسسات الشريكة.
ويطرح هذا الوضع تساؤلات ملحة حول دور المجلس، الذي لم يقدم إلى حدود الساعة أي برامج جادة أو أنشطة صيفية تليق بمستوى تطلعات الزوار والساكنة، في وقت تعيش فيه باقي الأقاليم المجاورة على وقع مهرجانات ومواسم تنشيطية تساهم في الدينامية السياحية والاقتصادية.
كما يسجَّل غياب إرادة حقيقية لدى مسؤولي المجلس للنهوض بالقطاع، من خلال تشجيع الاستثمار السياحي القروي، والتسويق الترابي للإقليم، والانفتاح على الطاقات الشابة والمؤسسات المختصة في الترويج الرقمي، وهي أوراش باتت ضرورية اليوم لاستدراك التأخر الكبير، وتجاوز النظرة التقليدية للسياحة كمجرد نشاط موسمي محدود.
وأمام هذا الواقع، يرى المتتبعون أن تدخل عامل الإقليم أصبح ضرورة ملحة لإعادة هيكلة المجلس، وضخ نفس جديد في تركيبته وتوجهاته، بما يضمن إطلاق دينامية سياحية حقيقية تُعلي من شأن الإقليم، وتمنحه المكانة التي يستحقها ضمن المشهد السياحي الجهوي والوطني.
تعليقات
0