أش واقع تيفي / هشام شوراق
لم يعد المشكل في مستشفى أكادير أو طنجة، بل في المنظومة الصحية المغربية بأكملها هذا ما يؤكده الرأي العام الذي يرى في الإجراءات الحكومية الأخيرة مجرد محاولات لامتصاص الغضب، وليس حلاً حقيقياً لأزمة كارثية فالكل متفق على أن الحل لا يكمن في زيارة وزير أو إعفاء مدير، بل في إصلاح شامل يرتكز على المحاسبة والشفافية.
وفي سياق هذا النقد اللاذع، استعاد المتتبعون تصريحاً شهيراً للداعية رضوان بن عبد السلام، الذي لخص الوضع بمرارة قائلاً: “نحن في كرة القدم في المرتبة 12، وفي الصحة في المرتبة 94 من أصل 99 دولة.. الحكاية بدات فميكسيكو آهو آهو آهو، تورخناها في المرتبة 94 آها آها آها” ويعكس هذا التعبير الساخر واقعاً أليماً يختصر التباين بين النجاح الرياضي والفشل في قطاع أساسي يمس حياة المواطنين.
ويرى العديد من المتتبعين أن السبب الرئيسي لتدهور المستشفيات الحكومية يكمن في “الكلينيك” والريع الذي يستفيد منه الأطباء العاملون في القطاعين العام والخاص “إذا عمل المستشفى الحكومي كما يجب، فإن العيادات الخاصة ستُفلس”، هكذا يلخص أحد المواطنين المشكلة، مطالباً بتبني نموذج أوروبي تكون فيه الخدمات الصحية تابعة للدولة بالكامل.
في المقابل، يرى آخرون أن المشكل لا يقتصر على الميزانيات فقط، بل يتعلق بـ”الريع” و”تضارب المصالح” والفساد الذي ينخر جميع القطاعات “الميزانيات تخصص كل عام… ولكن للأسف ماكيناش المراقبة الكافية” يقول مسعود، مضيفاً أن الأموال تُصرف على معدات رديئة وشركات خدمات تستخدم عمالة غير مؤهلة وغير مدربة، مما يجعل “العقلية” هي العائق الأكبر أمام أي تغيير حقيقي إنها قضية أكبر من مجرد مستشفى، إنها أزمة دولة اجتماعية تواجه فساداً لا يمكن تغطيته بـ”غربال” القرارات الشكلية.