فضيحة غير مسبوقة بإقليم الجديدة.. تعيين أطر تربوية بمؤسسة وهمية لم ترَ النور بعد

أش واقع تيفي / الجديدة، المغرب 

في سابقة خطيرة وغير مسبوقة، اهتزت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالجديدة على وقع فضيحة مدوية، بعد تعيين أطر تربوية بمؤسسة تعليمية بجماعة مولاي عبد الله أمغار بدوار الغضبان، لا تزال في بداية أشغال البناء ولم يكتمل إنجازها بعد.
الأساتذة المعنيون وجدوا أنفسهم أمام ما أُطلق عليه في مواقع التواصل الاجتماعي اسم “مدرسة أشباح”، مؤسسة لا وجود لها على أرض الواقع، في وقت تعيش مؤسسات قائمة خصاصاً مهولاً في الأطر.

وتزداد الفضيحة عمقاً مع لوحة ورش البناء التي تحدد مدة الإنجاز في تسعة أشهر، بينما الأشغال متوقفة بالكامل بسبب عدم توصل المقاول بمستحقاته، ما يضع المسؤولين عن التتبع والمراقبة أمام شبهات سوء تدبير وغياب المحاسبة.

لكن “مدرسة الأشباح” ليست إلا رأس جبل الجليد، إذ يعيش الإقليم وضعية متأزمة أبرز تجلياتها:

• فوضى التعيينات: ارتباك وتأخر في الحركة الانتقالية وتوزيع الأساتذة، مع فائض في مؤسسات ونقص حاد في أخرى، ما يعكس سوء التخطيط.

• غياب الإدارة: مؤسسات تعليمية بلا مديرين لسنوات، مثل مدرسة الوحدة بأولاد فرج، م/م عبد الله بن يوسف، وم/م أولاد زيد، مما يعطل السير العادي للمؤسسات.

• غياب البنية التحتية: مؤسسات محدثة بلا تجهيزات ولا هواتف إدارية، وأخرى لم يكتمل تأهيلها رغم انطلاق الموسم الدراسي.

• غياب الأمن: مؤسسات بالعالم القروي بدون حراس، مما يعرض الأطر والتلاميذ للخطر.

• “مدارس وهمية”: تداول معطيات عن “مدرسة المصدق ساير” التي توجد في الوثائق فقط، ما يجعل من “مدرسة الأشباح” حالة مقلقة ضمن ظاهرة أكبر.

• هدر الزمن المدرسي: فرعية الدحامنة (م.م القيايلة – جماعة مكرس) تعيش منذ سنوات على وقع التوقيت الثلاثي، حيث يتناوب 12 أستاذاً على 3 حجرات فقط، بمعدل 3 ساعات يومياً لكل مستوى، وهو ما يحرم المتعلمين من حقهم الدستوري في تعليم جيد.

• غياب الشفافية: التستر على مناصب الفائض والخصاص دفع بعض النقابات إلى مراسلة المدير الإقليمي، مطالبة بالكشف عن المناصب الشاغرة والأساتذة الفائضين، لضمان تكافؤ الفرص في إعادة الانتشار.

ورغم توجيه مراسلات رسمية للمدير الإقليمي للتربية الوطنية بالجديدة، فإن الصمت لا يزال سيد الموقف، ما يعمّق إحباط الأساتذة واستياء أولياء التلاميذ ويؤكد أن المنظومة التعليمية بالإقليم تعيش حالة شلل تحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.