تحت الرعاية الملكية السامية: رالي “قافلة المسيرة الخضراء للتنمية” سباق يربط التاريخ بالمستقبل

أش واقع تيفي / هشام شوراق

بعنوان عريض من الوطنية والإنجاز، تستعد المملكة المغربية لانطلاقة الدورة الرابعة عشرة من “رالي قافلة المسيرة الخضراء للتنمية”، هذا الحدث الرياضي الذي يتجاوز مفهوم المنافسة ليصبح احتفالية متجددة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، إن الرالي، المنظم من طرف الجمعية المغاربية لسباق السيارات (AMSA) وتحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لسباق السيارات (FRMSA)، يجسد الارتباط الوثيق بين الإرث التاريخي والتوجه التنموي للمملكة.

بتشريف ملكي سام، يكتسي هذا الرالي أهمية قصوى تحت الرعاية الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله هذه الرعاية ليست مجرد دعم بروتوكولي، بل هي دفعة تحفيزية قوية تؤكد على العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لتعزيز الوحدة الترابية والنهوض بالأقاليم الجنوبية، وتقدير الروح الرياضية التي تتناغم مع قيم التضحية والوفاء التي مثلت جوهر المسيرة الخضراء.

من الدار البيضاء إلى عمق الصحراء، تتحدد الفترة الممتدة من 06 إلى 09 نونبر 2025 موعداً لهذه الملحمة، لتتزامن بشكل استراتيجي مع الاحتفالات الوطنية الكبرى، هذا التوقيت الرمزي يعزز رسالة الرالي، حيث يبدأ المشاركون رحلتهم في 06 نونبر، وهو ما يتيح لهم الوصول إلى أكادير ومواكبة الخطاب الملكي السامي في إطار الاحتفالات المهيبة بالذكرى.

بقلب رياضي يخفق بعزيمة وطنية، يمتد مسار الرالي على خريطة تحمل كل معاني الارتباط والوحدة، ينطلق المشاركون من الدار البيضاء، ليعبروا مدن رئيسية مثل تيزنيت وكلميم، وصولاً إلى طانطان والوطية، ثم العودة مجدداً إلى أكادير، هذا المسار المتنوع ليس اختباراً لقدرة السائقين ومركباتهم فحسب، بل هو تأكيد عملي على ربط الشمال بالجنوب وإبراز الإمكانات الهائلة للمملكة من طنجة إلى الكويرة.

في مشهد يزاوج بين التنافس والتقدير، يتضمن برنامج الرالي فقرات تكريمية بالغة الأهمية، ففي محطتي أكادير وطانطان، سيتم تقديم تحية واجبة لـ “قدماء المشاركين في المسيرة الخضراء”، هذا الدمج يعكس فلسفة الرالي التي تجعل من المنافسة الرياضية منصة للاحتفاء بالإرث الوطني وتمرير مشعل العزيمة من جيل الرواد إلى جيل التنمية.

بصوت عالٍ نحو المستقبل، تحمل هذه القافلة رسالة تشجيع وتحفيز موجهة للشباب والمستثمرين، إنها تدعوهم لاكتشاف الإمكانيات غير المحدودة للأقاليم الجنوبية، وترسخ مفهوم أن التنمية لا تتحقق عبر القرارات الإدارية فحسب، بل عبر الحركة والمبادرة وشق الطرق الجديدة، كما يفعل المشاركون حرفياً على مسار الرالي.

من منظور تقني ورياضي، تعد هذه الدورة من أكثر الدورات تحدياً، نظراً لطبيعة التضاريس التي ستختبرها القافلة بين السواحل الأطلسية ووديان الصحراء، يتطلع الجمهور إلى مستويات عالية من الإثارة في المراحل المختلفة، وصولاً إلى حفل توزيع الجوائز والكؤوس للفائزين في أكادير، وهو ما يعد خاتمة مشوقة لمسابقة تستمد قوتها من رمزيتها الوطنية.

وفي الختام، يثبت “رالي قافلة المسيرة الخضراء للتنمية” مرة أخرى أنه أكثر من مجرد سباق للسيارات، إنه رمز للعزيمة والإصرار والتشبث بالوحدة الترابية ومع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة، تقطع هذه القافلة آلاف الكيلومترات لتؤكد أن المغرب، بقيادته الرشيدة وجهود أبنائه ماضٍ بخطى ثابتة نحو مستقبل التنمية والرخاء الشامل، مستلهماً دائماً من أمجاد ماضيه.