“الجيتسكي” و”حورية البحر البرمائيّة”.. سخرية المغاربة تهزم سوء تسيير المسؤولين
اش واقع تيفي / أسامة بوكرين
في عزّ ما كشفت التساقطات المطرية التي شهِدتها مدينة الدار البيضاء، عن أزمة كبرى في البنية التحتية للعاصمة الاقتصادية تستلزِم تدخلاً عاجلا للجهات المسؤولة، قابل المغاربة الأمر بموجة سخرية واسعة.
تعدّدت أوجه التفاعل مع “أزمة البيضاء” بين مطالب بآستقالة ومحاسبة المنتخبين وأصوات تنادي بحضور والي المدينة، لكن الآثر البليغ كان للسخرية والاستهزاء اللذان قابل بِهما البعض هذه “الكارثة الطبيعية”
الحورية البرمائية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية واسعة، فيديو يوثّق تحوّل شابة إلى “حوريّة ماء” وسط الرقعات المائية التي خلّفتها التساقطات المطرية، حيث ارتدت إحدى الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي رِداءَ “حورية البحر” وخرجت الى شوارع البيضاء.
وظهرت الشابة في الفيديو وهي تتحدث في الهاتُف وتحرّك زعنفتها في بقعة مائية تركتها وراءها زخّة مطرية أغرقت البيضاء في موجة من الانتقادات المسؤولة والسخرية العارِمة ومظاهر الاحتجاج الفعّالة.
واعتبر متتبعّون أن ما أقدمت عليه “حوريّة الماء” كان أكثر إبلاغاً لمشاكل الساكنة مع ترهّل البنية التحتية من الأسئلة البرلمانية وخرجات المسؤولين في وسائل الاعلام.
وحصدت الشابة التي شخّصت دور “حورية الماء” شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول الفيديو على نطاق واسع، وانتشار التعليقات المؤيّدة لهذا الفِعل الاحتجاجي الساخِر.
الجيت سكي في قلب المعاناة
وغير “حورية الماء” كانت مظاهر التفاعل مع خيبة أمل “البيضاويين” قد أخذت تتوالى، حيث وثّقت كاميرا أحد الأشخاص جولة في شوارع البيضاء لصاحب دّراجة مائية “جيت سكي” وهو يتجوّل بها في أزقة المدينة.
وظهر الشخص المعني، وهو يمتطي درّاجته المائية التي تستعمل للاستجمام والاستمتاع في الشواطئ والأنهار، وهو يتجوّل في الشوارِع التي غرِقت وسط مياه أقل من أسبوع من المطر.
وعبّر ملاحظون متخصّصون، عن إعجابهم بالطريقة التي أصبح المغاربة يتعاطون بها مع الكوارث والمشاكل التي تصيبهم، خصوصا تلك المتعلّقة بسوء التسيير والتدبير.
وسبق وأن احتفل ساكنة احدى أحياء مدينة أكادير، بحفرة وسط الطريق مرّت عليها سنة، وأقاموا لها عيد ميلاد حضره جميع سكّان الحي، ما خلّف حملة سخرية واسعة دَعت السلطات للتدخل وإصلاحها.
التعليقات مغلقة.