تحل يوم غد الذكرى الأربعون لانطلاق المسيرة التي أعلنها الحسن الثاني لتحرير المناطق الصحراوية التي كانت ماتزال مستعمرة من طرف إسبانيا، وكانت حسب جل المؤرخين “ضربة معلم” خطط لها الحسن الثاني بدهاء، عبر مسيرة سلمية للمواطنين المغاربة للدخول إلى المناطق الصحراوية في تحد للإحتلال الإسباني الذي أسقط في يده، ولم يجد بدا من الإنسحاب ليتحقق استقلال جزء مهم من التراب الوطني.
لكن المشكل لم ينته للأسف عند هذا الحد، بل مازال مستمرا إلى يومنا هذا، واتخد شكل صراع إقليمي ودولي يقف فيه المغرب والجزائر كطرفي نقيض، فالقيادة في الجزائر لا تسلم للمغرب بصحرائه عبر صنيعتها “البوليزاريو”، أما المغرب فقد استنزفه هذا الصراع المزمن وبات يؤرق مضجع المغاربة ويعرقل جهود البلد لتحقيق التنمية والديمقراطية المنشودة.
وآخر التطورات السلبية كانت أحداث مخيم “اكديم إزيك” بالعيون سنة 2010، حيث خرج المواطنون في الصحراء بشكل سلمي وحضاري وأقاموا مخيما على أطراف المدينة للمطالبة بحقوقهم في السكن ومحاربة الريع والزبونية والمحسوبية التي يمارسها المسؤولون والأعيان في حقهم.
لكن الأمور اتخدت منحى سلبيا بتدخل عصابات إجرامية تنتمي للجزائر والبوليساريو وحولت المخيم السلمي إلى معسكر مسلح، كما أن المسؤولين في بلدنا عن تدبير هذا الوضع كانوا دون المستوى لنزع فتيل الإنفجار، فتحول المخيم إلى كارثة ذهب ضحيتها المواطنون والقوات العمومية وبقية القصة معروفة.
على المسؤولين في بلدنا الإستفادة من درس “اكديم إزيك” بتحقيق تنمية يستفيد منها الجميع دون تمييز، والتخلي عن نظام الأعيان الذين تغرقهم الدولة بالإمتيازات فقط لتهدئة الوضع والتحكم في المواطنين، وتحقيق المساواة والعدل حتى يستفيد جميع المغاربة من مقدرات وخيرات بلدهم.
فبالديمقراطية والديمقراطية وحدها سنربح هذا الرهان، أما دون ذلك فسنظل نراوح مكاننا وهذا ما لا نرجوه لبلدنا.
التعليقات مغلقة.