عرفت العاصمة الفرنسية باريس هجمات إرهابية يوم الجمعة الماضي تمثلت في انفجارات متزامنة في مناطق متفرقة واحتجاز للرهائن، أسفر عن مقتل ما يقارب 130 شخصا.
وتعتبر فرنسا من أشد الدول الأوربية حساسية تجاه الأمن، وتبذل قصارى جهدها لتفادي أي حادث إرهابي يعكر صفو أمنها واستقرارها.
ولئن كان لهذه الأحداث الإرهابية أسباب تتعلق بدور فرنسا على الصعيد الخارجي خاصة في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا ما يجري في سوريا، فيتوجب معرفة الدور الفرنسي هناك.
لقد اتخدت فرنسا خاصة في عهد الرئيس الحالي “فرانسوا هولاند” موقفا صريحا ورافضا للمجازر التي يقترفها النظام السوري في حق شعبه، وسط تخاذل المجتمع الدولي الذي ساوى بين الجلاد والضحية، وأعطى الأولوية لمحاربة مايسمى بالإرهاب ممثلا في تنظيم داعش الإرهابي متجاهلا أنه مجرد صنيعة للنظام السوري المجرم.
وقد شكل الموقف الفرنسي إحراجا للمجتمع الدولي الذي وقف يتفرج على مأساة القرن في سوريا لما يفوق الأربع سنوات، دون تدخل إلا من بعض الإجتماعات الشكلية والضربات الجوية الإستعراضية رفعا للعتب ليس إلا.
وقد كان لزاما على المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى، معاقبة فرنسا على خروجها عن إجماع هذه الدول، وإعادتها إلى حظيرة البلدان المتفرجة على مايحدث، دون الخروج عما ترسمه الدول الكبرى من مستقبل قاتم للشعب السوري الشقيق وبما يخدم مصلحة إسرائيل.
إن التضامن مع فرنسا في محنتها هذه هو تضامن مع دولة مهمة، إتخدت موقفا إنسانيا تجاه المجازر المروعة التي مازال يرتكبها النظام الإرهابي السوري وصنيعته “داعش”، وسط صمت مطبق للأنظمة العربية، وكأنها تنتظر “سايكس-بيكو” جديدة تعيد تفصيل خريطة الدول العربية لتجزيء المجزأ وتقسيم المقسم، وما قضية الصحراء المغربية ببعيدة عن مخططاتهم كما هي باقي الدول العربية الأخرى.
التعليقات مغلقة.