كورونا.. “دلتا بليس” المتحور الفتاك الاكثر انتشارا في الاوساط خاصة الشابة

اش واقع تيفي / شيماء مختاري.متدربة

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، حدثت عدة طفرات أدَّت إلى نشوء تنوُّعات من الفيروس الأصلي تختلف عن بعضها بعضا في عدة خصائص، مثل قابلية الانتشار وسهولة اختراق خلايا الجسم، ومدى مقاومتها لرد فعل الجهاز المناعي.

الفيروسات تتحوَّر باستمرارو هذه طبيعتها، وليس كل تحوُّر بالضرورة مخيفا أو خطرا، بل في بعض الأحيان ربما تؤدي طفرة ما إلى الحد من انتشار فيروس بعينه، ولكن -للأسف- هذه ليست الحالة هنا اي المتحور دلتا.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية لم تصف رسميا التنوُّع دلتا بلاس بأنه “تنوُّع ذو أهمية” فإن تخوُّف السلطات الهندية من التحوُّر الجديد يرجع لاعتقادها أن لديه قابلية أعلى للانتشار بين البشر، لدرجة أن حالة واحدة مصابة بهذا التنوُّع قد تُشكِّل بؤرة جديدة لانتشار المرض. الأمر الآخر هو قوة التحام الفيروس بمستقبلات خلايا الرئة، فهي تبدو أكثر إحكاما من التنوُّعات السابقة، مما يُسهِّل عملية دخول الفيروس إلى الخلايا وإحداث الضرر بها. وأخيرا الانخفاض المُحتمَل في الاستجابة للعلاج بالأجسام المضادة التي يُحقَن المريض بها لمنع الفيروس من الالتحام مع خلايا جسم الإنسان.

قد يكون أخطر تنوُّعات فيروس “كوفيد-19” هو التنوُّع “دلتا”، الذي سُجِّل لأول مرة في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 في ولاية ماهاراشترا الهندية، ثالث أكثر ولايات الهند ازدحاما بالسكان (2)، وإن كان لا يعني هذا بالضرورة أنه نشأ أصلا في الهند، لذا اصطُلِح على تسميته “تنوُّع دلتا” بدلا من “الطفرة الهندية”، تجنُّبا لوصم البلاد أمام العالم (3). وصل عدد الإصابات بالتنوُّع دلتا في الهند إلى 400.000 إصابة في اليوم الواحد (4)، وذلك في شهر مايو/أيار الماضي، وقد تضرَّرت الهند حقا بهذه الموجة الجديدة الشرسة لتحتل المركز الثاني عالميا من حيث عدد الإصابات، والمركز الثالث في قائمة الوفيات.