عن الشهيد عبد الله باها..
تحل اليوم الذكرى الأولى للوفاة الغامضة لوزير الدولة عبد الله باها المنتمي لحزب العدالة والتنمية ، والذي يقود التحالف الحكومي في المغرب برئاسة السيد عبد الإله بنكيران.
وحسب ما رشح من حيثيات الحادث الذي أدى لوفاة الوزير باها، والذي تناقلته وسائل الإعلام، هو أن الوزير كان يتفقد المكان الذي شهد حادثا غامضا بدوره -وهو وفاة المناضل الإتحادي أحمد الزايدي الذي قضى غرقا أثناء محاولة عبوره واديا بسيارته- ففاجأه قطار قادم من مدينة الدار البيضاء وقضى نحبه تحت عجلاته.
ورغم غموض هذه الرواية التي لا تستقيم لا عقلا ولا منطقا، يبقى أن ما يجمع الشهيدين باها والزايدي هو انفتاحهما على جميع التيارات السياسية الموجودة في الساحة المغربية، وفتحهما قنوات للحوار والتفاهم مع الجميع حتى مع من يخالفهما التوجه والإنتماء الحزبي والسياسي، لأن همهما كان هو الوصول إلى حد أدنى من التوافق بين جميع المناضلين والسياسيين لتوسيع هامش الحرية والديمقراطية، ليتسنى لجميع القوى السياسية محاصرة الفساد والإستبداد داخل هذا البلد.
لقد شكلت وفاة هذين المناضلين الشريفين، وفي ظرف أقل من شهر، صدمة كبيرة لجميع المغاربة، وخاصة بتلك الطريقة الغرائبية التي تحدثت عنها جميع وسائل الإعلام، لكن الإرث النضالي والأخلاق العالية التي كانا يتميزان بها، مازالت سارية في قلوب جميع المناضلين التواقين للحرية والكرامة في هذا البلد، ولن تنطفئ هذه الجذوة، حتى تحقيق ما كان الشهيدان يناضلان من أجله، وهي كرامة الشعب المغربي وحريته، في إطار نظام ديمقراطي يرتكز على ملكية برلمانية تربط المسؤولية بالمحاسبة..
رحم الله الشهيدين…
التعليقات مغلقة.