آش واقع
تقترب عقارب الساعة من منتصف ليلة رأس السنة، يخف الراجلون المسير نحو منازلهم، بينما يأخذ رجال الشرطة مواقعهم بالسدود الأمنية وأهم نقط المراقبة بالمحاور الطرقية لطنجة، تنفيذا للإجراءات الاستثنائية المنصوص عليها من قبل السلطات العمومية.
للعام الثاني تواليا، كانت ليلة رأس السنة استثناء بمدينة طنجة، وهي المدينة التي طالما كان يصل آخر ليل في السنة المنصرمة صباح اليوم الأول للسنة الموالية، لكن هذه السنة خيم الصمت وساد السكون بعد إقرار غلق المحلات والمرافق على الساعة 11:30 ليلا وحظر التنقل الليلي ابتداء من منتصف الليل.
مهمة نبيلة يخوضها بشكل متواصل رجال الأمن الوطني بولاية أمن طنجة في هذا الظرف الاستثنائي، على غرار العناصر الأمنية الأخرى على المستوى الوطني، بكل تفان وإخلاص ومن أجل ضمان أمن الأفراد وسلامة الممتلكات، وحفظ الصحة العامة والحد من تفشي الوباء.
لهذه الغاية، تمت تعبئة أزيد من 2400 عنصر أمني، منتشرون بالسدود القضائية في مداخل مدينة طنجة، وبأهم المدارات والساحات العمومية وبالشريط الساحلي (كورنيش) والأماكن الحساسة، وأيضا بالأحياء والتجمعات السكانية، بغية ضمان تغطية شاملة للتراب الحضري لمدينة البوغاز.
وشدد العميد الإقليمي، نائب والي أمن طنجة، عبد الكبير فرح، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن “ما يميز هذه السنة أن هذه التدابير شملت هدفين اثنين، الهدف الأول يتمثل في السهر على أمن المواطنين وسلامتهم وحماية ممتلكاتهم، وذلك يدخل ضمن التدابير الاعتيادية التي يتم اتخاذها كل سنة في هذا الصدد، والهدف الثاني هو تفعيل قرارات السلطة العمومية في اتخاذ التدابير الاحترازية لمنع تفشي وباء كوفيد 19”.
مع اقتراب منتصف الليل، شرعت الوحدات الأمنية، مدعومة بدوريات من القوات المساعدة، في حث المواطنين على ضرورة الالتزام بالتدابير التي أعلنت عنها الحكومة بشكل استثنائي ليلة ال31 دجنبر 2021 إلى فاتح يناير 2022، وذلك استنادا للمقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية، وتعزيزا للإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.
وتهم هذه التدابير منع جميع الاحتفالات الخاصة برأس السنة الميلادية، ومنع الفنادق والمطاعم وجميع المؤسسات والمرافق السياحية من تنظيم احتفالات وبرامج خاصة بهذه المناسبة، وإغلاق المطاعم والمقاهي على الساعة الحادية عشر والنصف ليلا، وحظر التنقل الليلي ليلة رأس السنة من الساعة الثانية عشر ليلا إلى الساعة السادسة صباحا.
بخصوص التدابير الأمنية المتخذة على مستوى ولاية أمن طنجة، بمناسبة نهاية السنة الميلادية، أوضح المسؤول الأمني أن المصالح الأمنية بطنجة ستحرص على تنزيل الاستراتيجية التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني، وذلك على غرار كافة المصالح اللاممركزة على صعيد التراب الوطني.
لهذه الغاية، تم وضع عدد من السدود الإدارية والقضائية ونقط المراقبة، مع تعبئة مختلف المصالح الأمنية للسهر على صون سلامة الأشخاص وممتلكاتهم من جهة، والعمل، من جهة أخرى، على التنزيل الدقيق للتدابير الوقائية الموجهة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، والعمل على مراقبة مدى احترام “الأماكن العمومية” لقرارات الإغلاق.
إلى جانب السدود ونقط المراقبة الثابتة، والتي وضعت بشكل يقسم المدينة إلى نطاقات يسهل تأطيرها أمنيا، تجوب فرق أمنية متنقلة بالسيارات والدراجات النارية مختلف المحاور الطرقية والأحياء والفضاءات العمومية لضمان الاحترام الدقيق لتدابير حظر التنقل الليلي، واستفسار المخالفين عن سبب خروجهم ليلا، وتوجيه الحالات الاستثنائية المسموح لها بالتنقل.
هو عمل دؤوب ونبيل يحرص رجال المديرية العامة للأمن الوطني على القيام به استجابة لنداء الواجب بكل نكران ذات، ما يجعلهم في مقدمة الصفوف الأمامية لخدمة المجتمع وضمان الأمن والطمأنينة والصحة العامة.
التعليقات مغلقة.