تحل اليوم السبت الذكرى الخامسة لانطلاق حركة 20 فبراير والتي جاءت تفاعلا مع ما عرفته البلدان العربية إبان الربيع العربي، والتي أشعل شرارتها شباب سئموا الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي البئيس الذي يرزح تحته أغلب فئات الشعب المغربي.
ويمكن المجازفة بالقول، على أن انبثاق حراك الشارع عبر مسيرات حاشدة تجوب مختلف شوارع المدن، يشكل أهم حدث إيجابي عرفه المغرب في تاريخه الحديث، بعد حدث انتفاضة الشعب المغربي للمطالبة بالإستقلال عن الإستعمار الفرنسي “20 غشت 1953، لكون هذه الإنتفاضة الشبابية حركت تلك البرك الآسنة، خاصة بعد دخول المغرب إلى مرحلة انسداد سياسي واجتماعي تخاذلت فيه الأحزاب عن القيام بدورها، فاستأسد الفساد والإستبداد، وأدى الإستهتار بالشعب إلى إنشاء حزب سلطوي، لتوفير غطاء سياسي لتمرير كل المخططات المخزنية المخزية، للتمكين للفاسدين من تسيير شؤون المواطنين.
واليوم يخلد الشعب المغربي الذكرى الخامسة لحركة 20 فبراير، وإن فقدت الكثير من وهجها وإشعاعها، فذلك راجع بالأساس إلى كثرة المعادين لهذا الحراك الشبابي والشعبي، من السلطات والأحزاب السياسية التي حاولت توجيه الحراك العفوي لما يخدم مصالحها سواء من لدن أحزاب السلطة أو المعارضة، إضافة إلى عدم إدراك الشباب لمتطلبات المرحلة، ومنها الإشتغال بشكل مؤسساتي عبر تشكيل حزب شبابي يكون بديلا ديمقراطيا عن الأحزاب الشائخة الموجودة في الساحة السياسية، والتي استنفذ السياسيون الهرمون الماسكون بزمام هذه الأحزاب، أسباب وجودها وشرعيتها، ومنهم من بلغ من الكبر عتيا ومازال متمسكا بتسيير الحزب أو النقابة.
لقد نجحت الحراك الشبابي في إسبانيا “25 ماي 2011” في تأسيس حزب سياسي “قادرون-بوديموس” استطاع قلب المعادلة السياسية في البلد، وكسر هيمنة الحزبين التقليديين الشعبي والإشتراكي، اللذان سيطرا على المجال السياسي في إسبانيا منذ دخول البلد إلى النظام الديمقراطي بعد وفاة الجنرال فرانكو.
فماذا لو اقتدى شباب حركة 20 فبراير برفاقهم في إسبانيا؟
التعليقات مغلقة.