عن مجزرة حلب..
تقع مدينة حلب شمال سوريا، وهي ثاني أكبر وأهم مدن البلاد بعد العاصمة دمشق، وتعد العاصمة الإقتصادية للبلد ويقارب عدد سكانها 5 ملايين نسمة، كما سبق لها أن تعرضت مطلع الثمانينات من القرن الماضي لمذبحة على يد جيش المجرم المقبور حافظ الأسد شأنها شأن مدينة حماه.
وتعيش مدينة حلب الصامدة حربا شعواء من نظام البعث الأسدي منذ مايزيد عن ثلاث سنوات بعد انطلاق الثورة السورية شهر مارس 2011، لم يستطع جيش النظام إخمادها رغم استعانته بمرتزقة إيران في العراق ولبنان، ليفرض عليها الإستسلام كما حدث مع مدينة حمص شعلة الثورة السورية.
وفي تواطأ مفضوح للدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا وروسيا لإخماد هذه الثورة الملحمية، تم السماح لمجرم الحرب بوتين بالتدخل العسكري في سوريا بدعوى محاربة تنظيم الدولة الإجرامية المسمى داعش، فشرعت الطائرات الروسية في إلقاء حممها وصواريخها على المدنيين في حلب إلى جانب براميل الأسد المتفجرة، وذلك بالتوازي مع مفاوضات جنيف التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية بين النظام السوري المجرم والمعارضة، في تقاسم مخزي للأدوار بين القوى الدولية لإجبار السوريين على العودة تحت حكم نظام الأسد الإجرامي.
كل هذا يجري وسط صمت شيطاني للمنتظم الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي، الذي يبدو أنه متفق على إفشال الثورة السورية المجيدة بكل الطرق والأساليب، ولو استدعى الأمر اقتراف جرائم ضد الإنسانية كما هو حاصل اليوم بحلب ويشاهده العالم بأسره، وهي رسالة تحذير تبعثها الدول الكبرى لكل الشعوب العربية التي تفكر في الثورة على أنظمة الفساد والإستبداد والتي تبيع أوطانها للبقاء والإستمرار في السلطة.
لقد قدر للسوريين إنجاز أعظم ثورة عرفتها البشرية، ليس فقط ضد النظام السوري المجرم بل ضد نظام عالمي ظالم، ترعاه قوى إجرامية وعنصرية وفاشية تتقاسم الأدوار فيما بينها، وتتمثل في أمريكا وروسيا وإسرائيل.
التعليقات مغلقة.