اش واقع
صرح رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، حول الأوضاع على منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”، مُندداً بما وصفه بالفساد و”قلة الحياء” الذي ينتشر عليها. وقد كان وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، قد أعلن سابقاً عن نيته تعديل القانون الجنائي لوضع نصوص قانونية تحد من هذه التجاوزات.
وفي هذا السياق، أكد الغلوسي أن التركيز الحالي على محاربة “التفاهة” على “تيك توك” ليس هو الهدف الحقيقي، مشيراً إلى أن “التفاهة” ليست سوى نتيجة لسياسات أُنتجت من قبل الجهات المعنية.
وفي ندوة نظمتها الجمعية بمقر النقابة الوطنية للصحافة، يوم الجمعة 13 سبتمبر، أشار المحامي والحقوقي إلى تدهور النقاش العام في الإعلام العمومي وغياب معالجة القضايا المهمة التي تهم المجتمع. كما انتقد الغلوسي وضعية التعليم العمومي في المغرب الذي يحتل مراتب متدنية، بالإضافة إلى تفاقم البطالة بين المواطنين، مضيفاً: “عندما يجد هؤلاء أنفسهم دون فرص عمل أو تعليم جيد، لن يتبقى لهم سوى الجريمة أو اللجوء إلى منصات مثل ‘تيك توك’ لتأمين مصدر دخل”.
وأضاف الغلوسي أن الأشخاص الذين يروجون للتفاهة على “تيك توك” ليسوا مختلفين عن من يسعون للهجرة غير النظامية، فكلهم يبحثون عن مصدر للعيش. وأعطى مثالاً عن الفتاة التي تلجأ لممارسات غير لائقة على “تيك توك” من أجل كسب الرزق، مقارناً إياها بمن يخاطر بحياته للهجرة بطرق غير قانونية.
وأشار الغلوسي إلى أن الحكومة تركز على معاقبة النتائج، في حين أن وزير العدل وهبي عندما يتحدث عن “قلة الحياء” في “تيك توك” و”يوتيوب” يتجاهل مناقشة الأسباب الحقيقية لهذه الظواهر. وأضاف: “السياسات الفاشلة هي التي أدت إلى هذا الوضع، وأن الهدف الحقيقي من النقاش حول التفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي هو إسكات الأصوات المعارضة ومنع الأفراد من إنشاء قنوات للتعبير عن آرائهم تحت ذريعة التنظيم والتقنين”.
في ختام كلمته، تساءل الغلوسي عن ميزانية المغرب في مجالي التعليم والبحث العلمي، معبراً عن قلقه إزاء قلة المسارح والمؤسسات الثقافية، مؤكداً أن هذه السياسات تساهم في تكريس التردي الثقافي والاجتماعي.
التعليقات مغلقة.