اتركوا لنا حميد المهدوي !!

رئيس التحرير السبت 15 مارس 2025 - 01:21

أسامة بوكرين 

 

لَم يكن يوماً المشكل في إحالة ملف صحافي مهني على لجنة الأخلاقيات بهيئة معنيّة بالتنظيم الذاتي للمهنة، بل دائماً ما كان المشكِل في السياق والطبيعة السّبَبِية لهذه الإحالة التي أفضل اعتبارها “جراً قسرياً” في سياق مشبوه وغير سليم.

مناسبَة الحديث هو ما يُقترف في حقّ الزميل حميد المهدوي ناشِر جريدة “بديل” الإلكترونية من “ظُلمٍ” ظاهرٍ للجميع في اعتماد حقّ “التقاضي” بنيّة يظهر للجميع أنها “سيّئة” جداً ويسعى أصحابها لإقبارِ صوتٍ وطنيٍ أصبحت ملفاته نقاشاً حول “حرية الكلام” أكثر منها نقاشاً حول حرية الصحافة.

ولَن أخفيكم أن ما أشعر به هو أن مساعي إقبار صوت حميد المهدوي هي مساعي تتجاوَز صِراع الحكومة أو جهة معيّنة من السلطة مع الصحافة المزعِجة، بل هي “مساعي” غير مفهومة لدفع شخص نحو الصمت أو التطرف، نعم، المهدوي يُدفَع دفعاً نحو أن يتطرّف في خطابِه أو أن يُغلِق فمه ويعود للبليّدة الخنيشات من أجل ممارسة التجارة أو مصدر قوتٍ أخر.

أوليس من الظلم أن يعلَم الجميع بأن حكومةً بأكملِها تريدُ إسكات صحافي يعيشُ بيننا في ترابِ المملكة الشريفة ويخاطِبنا بكلامِنا ويصيح دائما قائلا “مؤسساتنا خط أحمر” و”ملِكنا خطّ أحمر”، ورغم ذلِك نُداري هذا بالصمت أو المشاركة في هذه العملية القذرة لمحاولة طمرِ صوته تحت التراب ؟

ألا يعلَم عشيرة صحافيّي كراسي الرباط أن المهدوي فُسحَة لنا جميعاً حتى ونحنُ نختلِف معه ؟ ألا يعلم هؤلاء أن سياق جرّهم المهدوي لمحاكمة “معنوية” هو أنه دافَع عن شرفِه وشرفنا في مواجهة “آلة تشهير” لا تعرِف الأخلاق ولا المبادئ.

اتركوا لنا حميد، اتركوا لنا فُسحة وطنيّة فهذا خيرٌ من انتشار “فُسحٍ” أخرى لا هي منا ولا هيّ لَنا، لكنها تتغذّى على فراغٍ تصنعه السلطة بمحاولة إقبارها لجميع الأصوات المعتدلة.

تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Google News تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Telegram

مقالات ذات صلة

في قلب العاصفة: قراءة في ديناميكيات إقليمية متصاعدة وتداعياتها
الخميس 10 أبريل 2025 - 14:42

في قلب العاصفة: قراءة في ديناميكيات إقليمية متصاعدة وتداعياتها

الإثنين 7 أبريل 2025 - 18:20

أوزين يفضَح “حكومة الشنّاقة” : ماشافوهمش كيسرقوا ..شافوهم كيقسموا!

الإثنين 17 مارس 2025 - 16:05

هشام شُرَق و”تعساء” البطولة

مْسِيحْ المْوس: حين يصبح الضحك على الذقون سياسة رسمية ! بقلم : عبدالقادر العفسي
السبت 15 مارس 2025 - 13:22

مْسِيحْ المْوس: حين يصبح الضحك على الذقون سياسة رسمية !