أش واقع تيفي / هشام شوراق
اهتزت مدينة تيزنيت على وقع جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان حيث تعرضت طفلة لا يتجاوز عمرها العاشرة لاعتداء وحشي يشتبه في أن يكون مرتكبه خالها الخمسيني الأمر الذي خلف صدمة ورعبًا في صفوف السكان والفعاليات الحقوقية بالمنطقة.
المنظمة الوطنية لحقوق الطفل بإقليم تيزنيت خرجت عن صمتها إزاء هذه الجريمة المروعة مؤكدة أن هذه ليست مجرد قضية عائلية يمكن طيها بالتنازلات أو معالجتها بالصمت بل هي انتهاك صارخ لحقوق الطفولة وكرامة الإنسان يستوجب أقصى درجات الحزم والوضوح في التعامل معه ومواجهة الجاني بكل قوة القانون.
وحذرت المنظمة بشدة من أي محاولة للتستر على هذه الجريمة أو الالتفاف عليها بدعوى “الستر” أو “المصالحة الأسرية” مشددة على أن حقوق الأطفال ليست مجالًا للمساومة أو التنازل وأن حماية الطفولة تقتضي كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة الجناة أيًا كانت صلتهم بالضحية.
هذه الجريمة البشعة تسلط الضوء مجددًا على خطورة ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال التي تتفشى في مجتمعاتنا وتستهدف أضعف فئاتها فبدل أن يكون الخال سندًا وحماية للطفلة تحول إلى وحش كاسر ينهش براءتها ويدمر مستقبلها مما يستدعي تحركًا عاجلاً وحازمًا من جميع الجهات المعنية لمكافحة هذه الآفة وتوفير الحماية اللازمة للأطفال.
إن هذه الواقعة المأساوية تدق ناقوس الخطر وتستدعي من الأسر والمجتمع المدني والأجهزة الأمنية والقضائية مضاعفة الجهود للتصدي لهذه الجرائم البشعة وتوفير بيئة آمنة وسليمة لنمو أطفالنا وحمايتهم من كل أشكال الاستغلال والعنف والتحرش الجنسي فالصمت والتستر ليسا حلاً بل هما بمثابة تشجيع للمجرمين على الاستمرار في جرائمهم.
ختامًا فإن العدالة يجب أن تأخذ مجراها في هذه القضية ويجب إنزال أقصى العقوبات على الجاني لكي يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة بحق أطفالنا كما يجب على المجتمع برمته أن ينتفض لحماية الطفولة والدفاع عن حقوقها وأن يوفر الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا وعائلاتهم لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة الأليمة واستعادة حياتهم.
تعليقات
0