أش واقع تيفي / هشام شوراق
تمكنت عناصر الدرك الملكي بتنسيق محكم مع السلطة المحلية في الساعات الأولى من فجر يوم الاثنين الموافق للسابع من شهر ماي الجاري من إفشال محاولة واسعة النطاق للهجرة غير الشرعية انطلاقًا من منطقة غابوية متاخمة لشاطئ يقع في ضواحي قيادة سيدي علي بن حمدوش التابعة لدائرة أزمور بإقليم الجديدة.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها مصادر مطلعة فإن هذا التدخل الأمني النوعي الذي يندرج في سياق العمليات الاستباقية المكثفة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لمراقبة الشريط الساحلي بالإقليم قد أسفر عن نتائج مهمة فقد تمكنت العناصر الأمنية من حجز مجموعة من المعدات المتطورة التي كان من المقرر استخدامها في تنفيذ عملية الهجرة السرية وشملت هذه المضبوطات قاربًا مطاطيًا كبير الحجم وعدة محركات بحرية قوية بالإضافة إلى كمية معتبرة من الوقود اللازم للإبحار ومجموعة من المستلزمات الملاحية الضرورية فضلاً عن مواد غذائية كان من المفترض أن يستعملها المهاجرون خلال الرحلة.
علاوة على ذلك، تمكنت عناصر الدرك الملكي خلال هذه العملية الأمنية من توقيف عدد من الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم بشكل مباشر في تنظيم والإعداد لهذه المحاولة اليائسة للهجرة السرية كما تم توقيف مجموعة من الأشخاص الآخرين الذين كانوا مرشحين للهجرة غير الشرعية وتجري حاليًا عملية الاستماع إلى جميع الموقوفين من قبل المصالح الأمنية المختصة وذلك في إطار التحقيقات المعمقة التي تشرف عليها النيابة العامة بهدف الكشف عن جميع ملابسات هذه العملية وتحديد هويات المتورطين الآخرين المحتملين في هذه الشبكة الإجرامية.
ويُعتبر هذا التدخل الأمني الأخير ضربة قوية وموجعة جديدة توجهها الأجهزة الأمنية ممثلة في الدرك الملكي لشبكات تهريب البشر التي ما فتئت تحاول استغلال بعض المسالك الساحلية التي قد تبدو غير مراقبة بشكل كاف لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة على حساب أحلام الشباب الطامح في الهجرة إلا أن اليقظة العالية والاستعداد الدائم لعناصر الدرك الملكي المنتشرين على طول الشريط الساحلي للإقليم حالت دون تمكن هذه الشبكات من تنفيذ مخططاتها الإجرامية.
تعكس هذه المحاولة المحبطة للهجرة السرية كغيرها يأس شريحة من الشباب الذين يفضلون المخاطرة بحياتهم في عرض البحر على واقع مرير يواجهونه في الداخل يتمثل في شبح البطالة والتهميش وغياب الآفاق ففي ظل صعوبة إيجاد فرص عمل لائقة تضمن لهم حياة كريمة يصبح البحر بالنسبة للكثيرين بمثابة نافذة أمل زائفة نحو مستقبل أفضل هروبًا من واقع يصفونه بالجوع والتهميش والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح:
- من يتحمل مسؤولية دفع هؤلاء الشباب نحو هذه المخاطرة القاتلة؟
- هل هي الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها؟
- أم هي شبكات التهريب التي تستغل يأسهم وحاجتهم؟
- أم أن المسؤولية مشتركة تتطلب معالجة جذرية لأسباب الهجرة بدل الاكتفاء بمقاربات أمنية؟