أش
شهدت العاصمة الرباط صباح اليوم حالة من الفوضى والارتباك في حركة النقل الحضري عقب خروج إحدى عربات ترامواي الرباط سلا عن السكة قرب محطة الرباط المدينة مما تسبب في توقف مفاجئ وكلي للحركة بين عدد من المحطات الحيوية أبرزها باب المريسة ومحمد الخامس وهو ما خلف موجة غضب في صفوف الركاب الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على النزول ومواصلة الطريق مشيا على الأقدام عبر قنطرة الحسن الثاني في مشهد مهين ومستفز.
الواقعة أثارت استياء عارما وسط المواطنين الذين استنكروا غياب أي تواصل فعلي أو بديل فوري وعبّر العديد منهم عن تذمرهم من طريقة تعامل الشركة المشغلة مع مثل هذه الأعطال التي باتت تتكرر في صمت ودون محاسبة رغم أن الترامواي يعتبر وسيلة النقل الأساسية لآلاف المستخدمين والطلبة بين الرباط وسلا.
وتزامنا مع الحادث شهدت محطات الترامواي حالة من الاكتظاظ الشديد والفوضى نتيجة غياب أي خطة استعجالية واضحة لتدبير الوضع وترك المواطن يتخبط في معاناته اليومية وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى التزام شركة الطرامواي بتوفير خدمة آمنة وموثوقة تليق بعاصمة المملكة.
وفي توضيح مقتضب وسريع اكتفت الشركة المشغلة بنشر بلاغ غامض قالت فيه إن التوقف ناتج عن حدث تقني خارج عن الإرادة دون أي تفاصيل عن أسباب العطب ولا عن المدة المتوقعة لعودة الحركة إلى طبيعتها في تجاهل واضح لمعاناة ميدانية حقيقية يعيشها المواطنون.
عدد من المتتبعين وصفوا ما وقع بالفضيحة التقنية والتنظيمية خصوصا في ظل غياب المسؤولية والمحاسبة مطالبين بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات وتعويض المتضررين وعدم الاكتفاء ببلاغات عامة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ويبقى السؤال المطروح إلى متى ستستمر شركة ترامواي الرباط سلا في تعريض آلاف المواطنين لمثل هذه الحوادث دون أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة وتوفر بديلا فوريا يعكس الحد الأدنى من المهنية والاحترام للمواطن المغربي.