أش واقع تيفي / هشام شوراق
مع اقتراب عيد الأضحى تعيش الأسواق المغربية موجة غلاء فاحشة وغير مسبوقة خصوصا في أثمنة الدوارة التي وصلت إلى حدود خمسمائة درهم في بعض المناطق وهو ما أثار غضبا واسعا لدى المواطنين الذين اكتفوا هذا العام بشراء أجزاء محدودة من لحم الغنم تعويضا عن الأضحية تجاوبا مع الدعوة الملكية الرامية إلى التخفيف من الأعباء.
الشناقة وكما جرت العادة حولوا المناسبة الدينية إلى فرصة للربح السريع غير مكترثين بجيوب المواطنين ولا بالوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه عدد من الأسر المغربية خصوصا ذات الدخل المحدود التي وجدت نفسها مضطرة لدفع أثمان خيالية مقابل مواد كانت بالأمس القريب في متناول الجميع.
هذا الارتفاع غير المبرر يعكس خللا كبيرا في آليات المراقبة ويضع أكثر من علامة استفهام حول غياب تدخل السلطات المختصة التي تكتفي بدور المتفرج تاركة المواطن يواجه جشع الوسطاء وحده دون حماية ولا إنصاف.
وقد طالب عدد من المغاربة بتدخل عاجل وصارم من الجهات المعنية لوضع حد للفوضى التي تسود الأسواق وتنظيم عملية البيع بشكل يضمن كرامة المواطن ويمنع التلاعب في الأسعار الذي بات عادة موسمية ترهق جيوب الفقراء.
كما عبر مواطنون عن استغرابهم من هذا الصمت المريب للمسؤولين متسائلين إن كانت هناك فعلا إرادة سياسية حقيقية لحماية القدرة الشرائية للمواطن أم أن كل التصريحات مجرد شعارات فارغة لا أثر لها على أرض الواقع.
وفي انتظار تدخل الجهات المسؤولة يبقى المواطن الحلقة الأضعف في معادلة لا تحترم فيها القوانين ولا تراعى فيها حاجيات الناس في واحدة من أهم المناسبات الدينية التي تحولت بفعل الجشع إلى مصدر للقلق بدل الفرح.