أش واقع تيفي / الرباط
انتشرت في الساعات الأخيرة وثيقة مثيرة للجدل تدعي تنازل الشيخ منير القادري بودشيش عن مشيخة الزاوية لصالح شقيقه الأصغر معاذ القادري بودشيش، مما أثار موجة من التوتر والقلق في أوساط مريدي الطريقة المتمسكين بالشيخ منير كقائد روحي لهم.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الوثيقة مزورة ولا تمت للحقيقة بصلة، كما أنها تفتقر لأي توثيق رسمي معتبر، مما يجعلها تندرج ضمن أعمال التدليس والتزوير المقصودة.
وأكدت المصادر ذاتها أن المقارنة البصرية بين التوقيع المدرج في الوثيقة المتداولة والتواقيع الأصلية التي حصلت عليها الجريدة تكشف عن تباين واضح في شكل الخط ونمط التوقيع، مما يؤكد عدم صحة الوثيقة.
وتوفي الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الزاوية القادرية البودشيشية، يوم الجمعة 8 غشت 2025، عن عمر ناهز 83 سنة بالمستشفى العسكري بالرباط، مما فتح المجال أمام صراع حاد حول خلافة المشيخة بين أبنائه منير ومعاذ.
لم تمر سوى أيام قليلة على رحيل شيخ الزاوية البودشيشية حتى بدأت تلوح في الأفق بوادر خلافات داخلية، حيث شهدت الأسابيع التالية لوفاة الشيخ جمال الدين تضاربا في البيانات والمواقف حول من يحق له تولي المشيخة.
وفي هذا السياق المتوتر، نفى مريدون للطريقة ما وصفوه بـ”إشاعة مغرضة” تزعم تنازل الشيخ منير القادري بودشيش عن مشيخته لصالح أخيه، واعتبروا هذه الادعاءات “باطلة ولا أساس لها من الصحة” ومجرد “افتراء وفِعل مُغرض”.
من جانب آخر، تداولت وسائل إعلامية تقارير تؤكد تنازل منير القادري رسمياً عن المشيخة لصالح شقيقه معاذ في وثيقة مؤرخة بـ12 غشت 2025، مما زاد من حدة التوتر والارتباك بين مريدي الطريقة.
ولم يزد الوضع إلا تعقيدا بعد أن أصدرت “رابطة البودشيشيين” بياناً رسميا نفت فيه خبر التنازل بشكل قاطع، مؤكدة أن الشيخ منير ثابت في موقعه ومتمسك بوصية والده، الأمر الذي يشير إلى أن الوثيقة المتداولة حالياً قد تكون جزءا من نفس النمط من الوثائق المزورة التي ظهرت سابقا لزعزعة الاستقرار داخل هذه الطريقة الصوفية العريقة.
تعليقات
0