“جيل Z” يكسر جدار الصمت.. ورئيس الحكومة بين “الإصغاء” و”الإعتقال”

خلية التحرير الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 01:02

أش واقع تيفي / مجرد رأي

بينما تُشعل شباب “جيل Z” محركات سياراتها لتحويل شوارع المدن المغربية إلى مسرح للغضب الصامت، يتصاعد السؤال الحارق الذي يتردد صداه على أسوار مقر الحكومة: أين أنت يا رئيس الحكومة؟

بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات السلمية التي وُوجهت بالاعتقالات والقمع بدل الإصغاء، يُعلن الشباب عن خطة احتجاجية جديدة تُثبت أن الغضب الشعبي عندما يُقمع، يتحول إلى إبداع مُربك للسلطة مئات السيارات ستجوب الشوارع المدن المغربية، تبث تسجيلات تُطالب بـ الصحة، والتعليم، والعيش الكريم، إنها رسالة لا يمكن اعتقالها ولا يمكن إسكاتها بالعصا رسالة مفادها: إذا استمر الصمت الرسمي، فسيتحول الغضب إلى أشكال تُشلّ حركة البلاد.

بين الإصغاء والاعتقال: أي دور يختاره رئيس الحكومة؟

إن دور رئيس الحكومة في خضم هذا الحراك الشبابي ليس التساؤل عن شرعية الاحتجاج، بل عن شرعية الاعتقال والقمع كحل وحيد عندما يرفع الشباب أصواتهم طلباً لحقوق أساسية يكفلها الدستور، فإن الرد الأمثل ليس الاختباء خلف جدار الصمت أو جدار الأمن، بل يجب أن يكون المواجهة بالحقائق وطاولة الحوار.

هل يجب الإصغاء أم الاعتقال؟ الإجابة واضحة: الاعتقال لا يحل المشكلة، بل يؤجل انفجارها ويزيد من حدة اليأس إن صمت الحكومة في هذه المرحلة هو بمثابة إعلان رسمي لقطع قنوات الاتصال مع جيل كامل يرى مستقبله يتبخر.

مطالب ليست مستحيلة.. بل هي حق الكرامة

إن ما يطلبه شباب “جيل Z” ليس ثروات أو امتيازات طبقية، بل هو الحد الأدنى من الكرامة والعدالة الاجتماعية وهي مطالب لا تتجاوز حدود الحقوق الدستورية:

1. الصحة والتعليم: الفجوة القاتلة

هل المستشفيات في المغرب تحمر الوجه؟ وهل التعليم العمومي يُجهز أبناءنا للمستقبل؟ الواقع يصرخ بأن الطب في القطاع الخاص أحسن من العمومي، والتعليم الخاص أفضل من العمومي بـ 1000 درجة! لماذا هذا الفارق الهائل في قطاعات أساسية؟ أليس من حق المواطن أن يجد في المستشفى العمومي مستوى رعاية لا يقل عن “الخاص”؟ عندما يطالب الشباب بالمساواة في الحصول على خدمات لا تُباع ولا تُشترى، فهم لا يطلبون أمراً مستحيلاً، بل يطالبون بإسقاط الوصم الطبقي الذي يحكم هذين القطاعين.

2. العيش الكريم: وهم الدعم وواقع الغلاء

البطالة آخذة في التصاعد وغلاء الأسعار يفتك بالقدرة الشرائية وما يفاقم السخرية والأزمة هو استمرار غلاء المحروقات وعدم جدوى دعم الدولة في قطاعات حيوية، حيث أسعار اللحوم لا تزال ترتفع رغم الدعم المخصص للمواشي عندما تخرج هذه المطالب في مسيرات سلمية يُقابلون بالاعتقال.

يا حكومة أخنوش.. ما هو هدفكم؟

إن هدف أي حكومة ديمقراطية يجب أن يكون هو تحقيق الرفاه للمواطنين لا قمعهم ولكن، عندما يتم اعتقال الشباب على خلفية مطالبتهم بالصحة والتعليم، فإن الرسالة الواصلة هي أن الحقوق الأساسية أصبحت جريمة تستوجب العقاب.

يا حكومة أخنوش، أين أنتم؟ وأين أنتم يا منتخبون صمتُم عن الدفاع عن ناخبيكم؟ إن هذا الجيل الذي يبتكر أشكالاً احتجاجية جديدة يرفض أن يُختزل في خانة الصمت أو الخضوع إن خطة “مكبرات الصوت داخل السيارات” تُثبت أن العصر الذي كان فيه قمع الشارع يعني نهاية الاحتجاج قد ولى.

على رئيس الحكومة أن يدرك أن حل الأزمة يكمن تحت قبة البرلمان وفي قاعات الحوار، وليس خلف أسوار مراكز الشرطة، استمراره في الصمت والاختباء هو إعلان غير مباشر لفشل المقاربة الاجتماعية والاقتصادية ورهان خاسر على أن صوت الشباب سيتلاشى مع الزمن هذا الجيل لن يتراجع وسيبقى صوته يدوي، حتى لو تحولت كل الطرق إلى مكبرات صوت تطالب بحقها في الحياة.

بقلم: هشام شوراق

تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Google News تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Telegram

مقالات ذات صلة

الأحد 5 أكتوبر 2025 - 15:22

أخنوش.. “شبحُ جميع الأجيال”

الخميس 28 أغسطس 2025 - 15:04

رسالة التوفيق: كيف تهدد “النصائح الأخوية” مستقبل التصوف المغربي

الإثنين 25 أغسطس 2025 - 15:16

رسائل إفريقية تؤكد شرعية الدكتور منير الروحية تحت قيادة أمير المؤمنين

الخميس 21 أغسطس 2025 - 18:35

استغلال التوجيهات الملكية: هل يوظف وزير الأوقاف إمارة المؤمنين لتطويع الزوايا الصوفية؟