أش واقع تيفي / هشام شوراق
شهدت منطقة أكفاي، خطوة غير مسبوقة كان من المفترض أن تضعها على خارطة التنمية القروية المستدامة وهي افتتاح “مركب مولاي الطيب” المشروع الذي أُعلن عنه كـ أول مركب وطني متكامل يخصص للعالم القروي، بما يضمه من فضاءات ترفيهية ورياضية وتعليمية موجهة بشكل أساسي للأطفال والشباب هذا المشروع لم يكن مجرد بناية إسمنتية، بل كان حلمًا جماعيًا يمثل نقطة ضوء وفرصة لانتشال شباب وأطفال المنطقة من اللعب في “الأرض الترابية” وتوفير فضاء لائق لتنمية قدراتهم.
لكن وفي ضربة قاضية للإرادة التنموية والمبادرات الشبابية، أُغلق المركب في اليوم الموالي لافتتاحه، تحت ذريعة “عدم استكمال الإجراءات القانونية” وهو تبرير يثير علامات استفهام كبرى، خاصة وأن القائمين على المشروع يؤكدون أنهم قاموا بجميع الإجراءات الإدارية والقانونية المطلوبة منذ ما يزيد عن سنة ونصف.
إن هذه الواقعة تكشف عن وجه آخر لـ “البيروقراطية القاتلة” التي تقف حاجزاً منيعاً أمام المشاريع الهادفة في المناطق القروية فكيف يُعقل أن يُطلق مشروع بهذا الحجم وهذه الأهمية الوطنية، ثم يتم إعدامه بقرار إغلاق فوري، دون أدنى اعتبار للتكاليف المبذولة أو للأثر الاجتماعي والنفسي على شباب المنطقة؟
إن الرسالة التي وصلتنا من أبناء أكفاي ليست مجرد استنكار، بل هي صرخة استغاثة موجهة إلى كافة المسؤولين المعنيين والجهات الوصية هذا المشروع هو “مختبر للمستقبل” الذي يجب رعايته ودعمه، لا إجهاضه لذلك، ندعو من منبرنا هذا إلى التدخل الفوري والحاسم لإنهاء هذا التعطيل الإداري غير المبرر، وتسريع تفعيل الإجراءات القانونية المتبقية لفتح المركب في وجه الأطفال والشباب، ليعود مركب “مولاي الطيب” ليصبح حقاً نموذجاً يُحتذى به في تشجيع المبادرات التنموية بالعالم القروي.
تعليقات
0