نصف قرن من الوحدة.. الجالية المغربية ببرلين تحتفي بالمسيرة الخضراء المظفرة وتكرم أيقونات رفعت راية المملكة عالمياً

أش واقع تيفي / هشام شوراق

في مشهد يزاوج بين عمق الذاكرة الوطنية ووهج الإنجاز العالمي، تحولت العاصمة الألمانية، برلين، مساء الجمعة 8 نونبر 2025، إلى منارة للاحتفاء بالوطنية المغربية، إذ نظمت جمعية “رياض المغاربة في برلين” حفلاً بهيجاً بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، بحضور وازن لممثلي السفارة المغربية وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والرياضية، لم يكن هذا الاحتفال مجرد استذكار للتاريخ، بل كان تجديداً لعهد التلاحم الوطني وتكريماً للنجاحات المغربية عبر القارات.

تخللت الحفل كلمات مؤثرة أكدت على التحولات النوعية والإنجازات الكبرى التي حققها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع التركيز بشكل خاص على التنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، وقد أشاد المتدخلون بالقرار التاريخي الأخير لمجلس الأمن رقم 2797، الذي يصب في دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، مؤكدين على فاعلية الدبلوماسية المغربية، كما شكل الاحتفال فرصة لإبراز الدلالات العميقة لـ “عيد الوحدة” (31 أكتوبر)، الذي أقره جلالة الملك تخليداً لنصف قرن من التلاحم والوحدة الوطنية الراسخة.

كانت لحظة التكريم هي ذروة الأمسية، حيث خصّصت الجمعية تكريماً لثلاث شخصيات مغربية متألقة في ألمانيا، تصدرها البطل العالمي في الملاكمة عبد العظيم الميس، بصفته بطل العالم للقارات في الاتحاد العالمي للملاكمة (WBU)، يُمثل الميس نموذجاً ساطعاً للشباب المغربي الذي يرفع راية الوطن عالياً في المحافل الدولية، مثبتاً أن الإرادة المغربية لا تعرف المستحيل، وأنها قادرة على الصعود إلى منصات التتويج العالمية، إن هذا البطل ليس مجرد رياضي، بل هو سفير لروح العزيمة المغربية التي تتجسد في كل انتصار يحققه.

اختُتمت الأمسية بفقرات فنية مغربية حماسية شارك فيها الفنانون سعيد الصنهاجي وكاميليا الشيبي والدي جي ستيف ماير، بالإضافة إلى فرقة كريم المجاهد، وقد أضفت هذه العروض لمسة من الدفء والبهجة، مؤكدة على قوة الرابط الثقافي الذي يجمع المغاربة في المهجر بوطنهم الأم، وراسمة جسراً من التواصل الوجداني بين الجالية والوطن.

ومن هنا، نوجه تحية إجلال وتقدير إلى كل فرد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يمثلون سفراء للمملكة في جميع أنحاء العالم، إن وطنيتكم وتشبثكم بهويتكم هي الدرع الحقيقي لوحدتنا الترابية ومصدر إشعاع لعلامة “المغرب المتألق”، وندعوكم وكل بطل مغربي يرفع راية الوطن في أي مجال، إلى مضاعفة الجهد، فنجاحكم هو انتصار للوطن بأكمله.