آش واقع / مريم فساحي
أثار المسلسل المغربي ”المكتوب“ الانتباه في أول حلقة تُعرض ضمن السباق الرمضاني، بسبب تطرقه لمهنة ”الشيخة“، وهو الاسم الذي يُطلق على المغنية الشعبية في المغرب.
وشارك رواد موقع التواصل لقطة من المسلسل تظهر دفاع ”الشيخة“ عن نفسها بطريقة عفوية وقوية، بعد تعرضها للتحرش من طرف أحد زبائن الملهى الليلي أثناء تأدية عملها.
وانصبت أغلب التعليقات على أداء الممثلة دنيا بوتازوت التي تجسد الشخصية، والتي تعتبر من نجوم التلفزيون، حيث فازت العام الماضي بلقب أفضل ممثلة خلال شهر رمضان عن دورها في مسلسل ”بنات العساس“، بناء على استفتاء لمجلة ”سلطانة“ المغربية بين الجمهور.
كما تنبأ أغلب المدونين لمسلسل ”المكتوب“ بالتميز خلال هذا الموسم الرمضاني، وسط وفرة الأعمال الدرامية والكوميدية المغربية المعروضة هذا العام.
المسلسل الذي أداره المخرج الشاب علاء اكعبون، يلامس، إضافة إلى مواضيع وقصص أخرى، وضع فئة ”الشيخات“ في المغرب، وهن فنانات يؤدين نمطاً موسيقياً محبوباً جداً لا يخلو منه أي احتفال، وهو فن العيطة العريق.
إلا أن عدة عوامل تاريخية أثرت على صورة المغنيات اللواتي يؤدينه (الشيخات)، بعدما كن ”محط تكريم على العموم، وذوات نفوذ رمزي على مستوى القبيلة، وعلى مستوى مراكز السلطة المحلية، وأحيانا على مستوى السلطة المركزية“، حسب الباحث المغربي حسن نجمي في كتابه ”غناء العيطة“.
والتصقت بالشيخة صورة نمطية في المجتمع المغربي، بكونها سهلة المنال، خاصة أن عملها يضم إلى جانب الغناء الرقص أيضا.
كما أن التاريخ المغربي سجل مواقف قوية لعدة أسماء في هذا الميدان، كالشيخة ”خربوشة“ التي قاومت قائداً ظالماً موالياً للاستعمار، ورفضت تسليمه نفسها، وكتبت فيه قصيدة ذم لا تزال تردد حتى اليوم، وقد دفعت حياتها ثمنا لها.
وفي حديث عن المسلسل، قالت دنيا بوتازوت في تصريح إعلامي: ”المسلسل لا يعالج فقط حياة الشيخة، بل يتطرق لمواضيع كثيرة، ويحاول أن يوصل رسالة مفادها ألا نحكم على الناس من خلال مهنهم، بل علينا التعرف على الشخص جيدا واكتشاف ظروفه قبل الحكم عليه“.
ويشارك في مسلسل ”المكتوب“ عدد من الأسماء المهمة في المجال الفني في المغرب، مثل أمين الناجي وسناء زعيمي ورفيق بوبكر، إلى جانب مجموعة من الشباب الذين بدؤوا يشقون طريقهم بثبات، مثل هند بنجبارة وسلوى زهران.
التعليقات مغلقة.