أش واقع تيفي / هشام شوراق
6 ماي 2025 هو التاريخ الذي حددته جماعة الجديدة وشركة أرما للشروع في العمل بأسطول جديد من الشاحنات والآليات بعدما تحملت الساكنة لأشهر شاحنات مهترئة وروائح تزكم الأنوف وشوارع تحولت إلى مزابل مفتوحة إلا أن هذا التاريخ مر دون أن يتحقق شيء ومرت الأيام دون أن يظهر الأسطول الجديد ولا حتى أي توضيح رسمي يطمئن الرأي العام.
الساكنة تتساءل هل نحن أمام شركة فوق المحاسبة وهل دفتر التحملات مجرد ورقة بلا قيمة ومن يحمي هذه الشركة التي تستنزف الملايين من المال العام مقابل خدمات لا تليق حتى بأبسط متطلبات النظافة والكرامة أين هو رئيس الجماعة من كل هذا أليس هو المسؤول الأول عن مراقبة تنفيذ الالتزامات هل ينتظر كارثة بيئية أو غضب شعبي حتى يتحرك.
هذا العبث المتواصل يعكس بؤس التدبير وغياب الشفافية وعدم احترام المواطن الذي يؤدي الضرائب ويتحمل أوساخا لا ذنب له فيها بينما من يفترض أن يمثلوا مصالحه يغطون في صمت مريب ومخجل وكأن المدينة ليست سوى حقل تجارب وصفقات مغلقة.
شركة أرما لم تف بوعودها ولم تحترم تاريخ التجديد ولم تقدم أي اعتذار أو توضيح والمسؤولية اليوم تقع على عاتق كل من وقع عقد التدبير وبارك استمرار الفوضى والتسيب والمطلوب ليس لغة الخشب بل محاسبة صارمة وجريئة تعيد للمواطن هيبته وللمدينة كرامتها.
هل يعقل أن مدينة بحجم الجديدة تعيش هذا الانحدار البيئي هل يعقل أن تبقى المؤسسات متفرجة على فصول مهزلة تتكرر كل يوم بينما تتعفن الأحياء وتختنق الأزقة بالنفايات أي منطق هذا وأي تدبير هذا وأي تواطؤ هذا الذي يجعل من الحق في بيئة نظيفة مجرد ترف لا يستحقه المواطن.
كفى من التستر كفى من التبرير كفى من حماية شركات تخرق الالتزامات أمام أعين الجميع وعلى رئيس الجماعة أن يخرج عن صمته ويوضح للرأي العام هل هو عاجز أم متواطئ لأن ما يحدث لا يمكن أن يمر مرور الكرام دون محاسبة ودون مساءلة ودون فتح تحقيق شفاف في كل ما جرى ويجري.