بعض المتنطعين ممن يدعون زورا الإنتماء للفكر اليساري -وهو منهم بريء- مازالوا يحنون إلى زمن الإنقلابات العسكرية البائدة، ولم يتخلصوا بعد من عقدة الثأر لفشل المغامرات الإنقلابية التي تورط فيها بعضهم زمن الجنرال الكريه أوفقير، وإن كان بعضهم قد امتلك الشجاعة والجرأة على مراجعة منهجهم، واقتنعوا بأن الرهان على قوة الشعوب أجدى من الرهان على قوة السلاح.
لكن نجاح التجربة التركية الواعدة والتي قادها حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي، أصاب بعضا الموتورين بالسعار، فعادوا هذا البلد ونجاحه المتميز، وطفقوا يروجون عنه الأكاذيب والأباطيل حسدا من عند أنفسهم، وأصيبوا بمرض متلازمة أردوغان حسب بعض الظرفاء، حتى أنكروا على الشعب التركي وقوفه ضد الإنقلاب العسكري، وشرعوا باللمز والغمز بكون الأحداث الأخيرة مجرد فبركة ومسرحية من إخراج أردوغان ونظامه.
بقي فقط أن أقول، إن المراهنين على الطغاة والمستبدين في العالم العربي فاقدون للبوصلة والروح الإنسانية، وقد استحالوا إلى مجرد أدوات في يد جلاوزة الفساد والإستبداد، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..
وستنتصر الشعوب على جلاديها، وإن غدا لناظره قريب..
التعليقات مغلقة.