مرت أكثر من ستين سنة على ثورة الشعب المغربي الذي شعر بإهانة كبرى لحظة نفي الإستعمار الفرنسي للملك محمد الخامس ذات يوم 20 غشت 1953.
وبعد مرور كل هذه السنوات وتعاقب ثلاثة أجيال منذ استقلال المغرب عن الإستعمار الفرنسي، مازال المغاربة يعيشون استعمارا آخر ليس أقل قسوة من سابقه، وهو استعمار الفساد والإستبداد وغياب الحرية والديمقراطية التي من أجلها استرخص أجدادنا أرواحهم في سبيلها.
لقد عايش المغاربة بعد الإستقلال ثلاث ملوك، والعديد من الحكومات المتعاقبة،كما عايشوا مرارة انتظار إنتقال ديمقراطي طال أمده حتى يئس منه جل الناس، فكان الربيع العربي وخروج شباب حركة 20 فبراير، لاستعادة نفس المطالب في الحرية والكرامة، نقطة ضوء منحتنا شيئا من الأمل والتفاؤل في غد أفضل.
لكن خدام الدولة يأبون إلا أن يجهضوا هذا الربيع، ليعيدونا إلى نقطة البداية لنعيد نفس الحكاية من البداية، وإن كان التاريخ لا يعيد نفسه إلا على شكل ملهاة أو مأساة كالتي نعيشها اليوم، في انتظار حلم ديمقراطي طال عليه الأمد حتى تخلى عنه الجميع، وأولهم هذه الطبقة السياسية المتعفنة التي ابتلينا بها والتي أصبحت ترقص عارية على مرأى من الشعب المغلوب على أمره.
ورغم ذلك ليس أمامنا من خيار إلا التشبت بمستقبل ديمقراطي ممكن، وإن غدا لناظره قريب
التعليقات مغلقة.