تحل هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل المناضل النبيل أحمد الزايدي بطريقة صادمة أفجعت الشعب المغربي، حيث قضى غرقا بعد أن حاصرته المياه داخل سيارته في بلدته بوزنيقة.
رحيل هذا المناضل المبدئي بهذه الطريقة التي صدمت الرأي العام، وأثارت حولها العديد من التشكيكات والتساؤلات، دفعت العديد من المناضلين الشرفاء من أصدقاء المرحوم داخل حزب الإتحاد الإشتراكي، إلى إكمال الطريق الذي بدأه الزايدي في العمل على إنقاذ ما تبقى من فكر ومبادئ الحزب.
ومعلوم أن المرحوم الزايدي كان متبرما وممتعضا من الممارسات المشينة التي سيطرت على مبادئ ومواقف قيادات الحزب، والتي كرست الزبونية والخضوع والإستبداد بالرأي والتسيير، خاصة من طرف القيادة وأعضاء المكتب السياسي، وهذا ما كان يحز في نفس أحمد الزايدي وبدل جهودا كثيرة لتجنيب الحزب مصيرا كارثيا، لكن شاءت الأقدار أن يرحل وفي نفسه غصة مما آل إليه وضع حزب كان إلى حدود السنوات الأخيرة رقما صعبا على الساحة الوطنية.
وتشاء الأقدار أن يمنى حزب الإتحاد الإشتراكي بهزيمة مدوية ومذلة في الإنتخابات الأخيرة، بعد أقل من سنة عن رحيله، لكن المناضلين المتشبعين بالفكر الإتحادي الأصيل وبعد أن استحال عليهم العمل من داخل الحزب، اتجهوا لإنشاء “بديل ديمقراطي” يعيد للعمل الحزبي دوره ومكانته على الساحة السياسية بعد أن حال الفساد والإستبداد دون إتمام المشروع الفكري والمجتمعي الأصيل الذي أنشأه رواد الحركة الوطنية لتقدم هذا البلد وتحقيق عزة وكرامة الشعب المغربي.
التعليقات مغلقة.